تمغربيت:
يعتبر الاحتفاء برأس السنة الأمازيغية الذي تفضل صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بإقراره عطلة وطنية رسمية مؤدى عنها، بمرسوم ملكي، احتفاء بتراث كبير للمغاربة قاطبة.. و يندرج في إطار التكريس الدستوري للأمازيغية.. وكما أن هذا العام 2024 .. يوافق العام 2374 بالتقويم الأمازيغي ..
ويحتفل المغاربة، يوم 14 يناير من كل عام، برأس السنة الأمازيغية.. باعتبارها مكونا رئيسيا للهوية المغربية الأصيلة الغنية بتعدد روافدها، ورصيدا مشتركا لجميع المغاربة .. ولغة رسمية للبلاد إلى جانب اللغة العربية.
الأمازيغية مكون أساسي للهوية المغربية
وسبق لجلالة الملك أن تفضل بإقرار رأس السنة الأمازيغية (ماي 2023)، عطلة وطنية رسمية مؤدى عنها، على غرار فاتح محرم من السنة الهجرية ورأس السنة الميلادية.. ترسيخا لاهتمام جلالته المتزايد بالثقافة والتراث واللغة الأمازيغية، وتجسيدا لعنايته السامية بهذا المكون الأساسي للهوية المغربية.. وأحد تجليات الحرص الملكي السامي على تثبيت الثقافة اللغة الأمازيغية في العديد من المجالات.. وتعزيزا لما تحقق من مكتسبات متعلقة بالأمازيغية.. منذ الخطاب الذي ألقاه صاحب الجلالة الملك محمد السادس بأجدير سنة 2001.
وفي السياق القانوني والدستوري.. ينص دستور 2011 للمملكة الشريفة، على الطابع الرسمي للغة الأمازيغية، مكرسا ثراء وتعدد الهوية الثقافية والحضارية للمملكة.. وبالتالي، وجب الإشارة إلى أن الفصل 5 من دستور المملكة ينص على : “تظل العربية اللغة الرسمية للدولة. وتعمل الدولة على حمايتها وتطويرها، وتنمية استعمالها. تعد الأمازيغية أيضا لغة رسمية للدولة، باعتبارها رصيدا مشتركا لجميع المغاربة بدون استثناء. يحدد قانون تنظيمي مراحل تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، وكيفيات إدماجها في مجال التعليم، وفي مجالات الحياة العامة ذات الأولوية، وذلك لكي تتمكن من القيام مستقبلا بوظيفتها، بصفتها لغة رسمية..”.
وخلافا لرأس السنة الميلادية المتصل دينيا بولادة السيد المسيح عليه السلام.. ورأس السنة الهجرية المتصل دينيا بهجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة وبداية الدولة الإسلامية.. فإن جذور الاحتفال برأس السنة الأمازيغية، منذ قرون، بتمظهراته ودلالاته، التي حافظت عليها القبائل والشعوب الأمازيغية بعاداتها وطقوسها وأغانيها وأكلاتها وألبستها إلخ.. ارتبط دوما بشهر يناير والمطر والطبيعة والفلاحة والأرض والوطن.. والتفاؤل بالخير والوفرة والرخاء المتصل بالموسم الفلاحي للسنة.. وهو باختصار، يعكس ارتباط الأمازيغ بأرضهم من جهة وتشبثهم الكبير الدائم بهويتهم الممتدة عبر التاريخ.
بهذه المعاني والدلالات، الثقافية والتاريخية .. فالأمازيغية ليست فقط، طقوسا وعادات وتراث متاحف، ولكنها في العمق، مكونا من مكونات الحضارة المغربية .. وهوية تشكل الشخصية المغربية .. وأفقا ثقافيا وإنسانيا يميز المغاربة في بعدهم الثقافي والتاريخي والحضاري والمجتمعي .. ورمزا للتعدد والتنوع في إطار الوحدة والمساواة والعدالة الاجتماعية والمجالية.