تمغربيت:
فضيحة من العيار الثقيل فجرها موقع algerie part بخصوص تصدير الجزائر لكميات مهمة من الفيول إلى لبنان.. والتي ادعى قصر المرادية بأنها مساعدة “مجانية” للبنان من أجل إعادة تشغيل محطات الكهرباء في البلد.. والرفع من ساعات التزود بهذه المادة الحيوية.
طبعا لا يمكن لعاقل ان يصدق بأن هذه “الالتفاتة” من الجزائر جاءت بدون مقابل سياسي أو امتياز مادي.. وإلا فإن الجزائر أصبحت هي المدينة الفاضلة التي تحدث عنها أفلاطون والفارابي.
وبعد البحث والتحري الذي قام به موقع ألجيري بارت، تبين أن خلفيات هذه الصفقة تعود إلى محاولة أمريكا وفرنسا تخفيف الضغط العسكري على إسرائيل.. وتصفير الجبهة الإسرائيلية اللبنانية، من أجل إطلاق يد تل أبيب في الضفة الغربية. ومن أجل ذلك تواصل مسؤولون أمريكيون كبار مع مسؤولين لبنانيين وأقنعوهم بعدم التصعيد في مقابل توفير كميات مهمة من الفيول لتشغيل محطات الكهرباء اللبنانية.
وبعد موافقة المسؤولين اللبنانيين، طلب الأمريكيون والفرنسيون من النظام العسكري توفير كميات مهمة من الفيول وتصديرها إلى لبنان.. في مقابل الاعتراف بشرعية انتخاب الرئيس عبد المجيد تبون، وهي الصفقة التي استجاب لها العسكر.. والذي قرر إرسال ناقلة “عين إيكر” محملة ب 30 ألف طن من الفيول “مجانا”. كما سيتم إرسال 30 ألف طن أخرى مجانية خلال شهر أكتوبر و 30 ألف طن قبل متم السنة الجارية.. هذه الكمية الأخيرة ستؤدي عنها لبنان 30 مليون دولار “بالتقسيط المريح”.
60 مليون دولار إذا تمنحها الجزائر للبنان لضمان الأمن الطاقي اللبناني وضمان الأمن القومي الإسرائيلي.. في مقابل الاعتراف بشرعية الرئيس تبون.. والذي تم انتخابه للعهدة الثانية خلال “المسرحية الانتخابية الأخيرة”.. والتي سجلت أدنى نسبة مشاركة، حيث تحدثت المنصات الدولية (فرانس 24 وغيرها) عن نسبة مشاركة لم تتعدى 23 بالمائة.. فيما أشارت المعارضة إلى أن النسبة لم تتجاوز 6 بالمائة.
ويبدو أن انعدام الشرعية السياسية والمشروعية الانتخابية لتبون.. دفع العسكر إلى البحث عن مظلة دولية في مقابل الأمن القومي الإسرائيلي.. و 60 مليون دولار تم دفعها من جيوب الشعب الجزائري المطحون.. والذي يعيش في طوابير كيلومترية وصلت إلى حدود مالي.