تمغربيت:
إذا كان من المعروف والمألوف عن جنوب إفريقيا وإعلامها، الانحياز التام للأطروحة الانفصالية بخصوص ملف الصحراء الغربية المغربية.. فإن المستجد الغير متوقع هو خروج الصحيفة الجنوب إفريقية ذائعة الصيت “ذي ستار” عن المألوف.. من خلال مقال أقل ما يقال عنه أنه مساند للطرح المغربي بخصوص الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية للمملكة تحت السيادة المغربية.. وداعم لوحدة المغرب الترابية، ومعاكس لموقف جنوب إفريقيا والجزائر الانفصالي.
الصحيفة تنطق بالحقيقة
الصحيفة وقفت على أحقية المواقف السيادية والتاريخية للمملكة على صحرائها، ودعت بإلحاح، الاتحاد الإفريقي لإعادة النظر في موقفه من نزاع الصحراء حيث كتبت.. “يجب على الاتحاد الإفريقي إعادة النظر في موقفه من نزاع الصحراء، ودعم الوحدة الترابية للمغرب.. فكل المؤشرات تدعو إلى مساندة المغرب لإغلاق هذا الملف”.
وأضافت الصحيفة في نفس السياق: “من خلال دعم سيادة المغرب على صحرائه.. فإن الاتحاد الإفريقي سيحل نزاعا طال أمده وسيعزز تقدم القارة بما ينسجم مع تطلعات أجندة 2063”.
“ذي ستار” قدمت الحجج وذكرت الأسباب الموضوعية التي تبرر الحاجة الملحة للاتحاد الإفريقي لإعادة تقييم موقفه والاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء.. مركزة على المقاربة التاريخية من جهة.. مع ربط التاريخ بواقع الحال في الحاضر.
الصحيفة الجنوب إفريقية تقدم مرافعة تاريخية حول مغربية الصحراء
لهذا الغرض، أرفقت الصحيفة هذا الملف بملحقات وأبحاث أبرزت من خلالها الجانب التاريخي لهذه القضية، تحت عنوان.. “إفريقيا في طور التغيير” خلصت إلى أن الروابط التاريخية للمغرب مع صحرائه لا يمكن إنكارها، وأنه قبل الاحتلال الإسباني، كانت عدة سلالات مغربية تحكم المنطقة.. مما يجعلها جزءا لا يتجزأ من المملكة المغربية.. وفي هذا الصدد، أحالت الصحيفة على الشاهد القانوني المتمثل في اتفاقيات مدريد لسنة 1975، التي تم بموجبها وضع حد للاحتلال الإسباني من جهة، ونقل المراقبة الإدارية إلى المملكة المغربية من جهة أخرى.. في إشارة واضحة إلى انتهاء الاستعمار الإسباني للصحراء المغربية، وفق اتفاق مدريد.
حاضر المنطقة يقطع بمغربيتها
ثم انتقلت الصحيفة من الماضي الاستعماري إلى الحاضر الذي تعيشه هذه الأقاليم المحررة، مشيرة ومشيدة، بالتوجهات الاستثمارية الهامة للمملكة في الصحراء.. حيث استثمرت مليارات الدولارات في قطاعات البنية التحتية والتعليم والصحة لتحسين مستوى معيشة الساكنة، الأمر الذي يعكس التزام المغرب بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية للمنطقة، مضيفة.. ” من شأن مخطط الحكم الذاتي المغربي الطموح أن يقدم للمنطقة مسارا لتعزيز المشاركة السياسية بالأقاليم الجنوبية للمملكة”.
وختمت الصحيفة بعبارات يمكن تصنيفها في خانة “ثقافة الاعتراف” حيث كتبت: ” يُعد المغرب، أحد أكثر اقتصادات إفريقيا دينامية.. والذي شهد نموا ملموسا خلال العقد الأخير.. كما أن موقع المملكة المغربية الاستراتيجي كبوابة لأوروبا، إضافة إلى استقرارها السياسي.. وسياساتها الاقتصادية التقدمية، تجعلها فاعلا رئيسيا في التحول الاجتماعي والاقتصادي لإفريقيا”.