تمغربيت:
د. الصنايبي: من يحرك التنظيمات الإرهابية في منطقة الساحل والصحراء؟
مخطئ من يظن ان التنظيمات الإرهابية تنضبط لصريح النص الديني أو تشتغل وفق توجيهات الدين الإسلامي.. وإنما هي تنظيمات وظيفية تم اختراقها من طرف قوى دولية لتنزيل أجندتها في المنطقة الإفريقية.
في هذا السياق، لا يمكن اعتبار النشاط الإرهابي الأخير ضد القوات النيجيرية من قبيل الحسابات التكتيكية لهاته التنظيمات أو من قبيل التوجهات الاستراتيجية لها.. وإنما هي إملاءات لقوى دولية والتي ترى في التغير السياسي في النيجر استقلالا غير مقبول عن الوصاية الفرنسية.
ولعل تدخل تنظيم داعش لمنع عناصر من الجيش البوركينابي للتوجه إلى النيجر يقطع بأن التنظيم يخدم أطروحة باريس في المنطقة.. مع وجود قرائن قوية على توجيه جزائري للتنظيم الإرهابي من أجل عزل النيجر عن الدعم المالي والبوركينابي.. خاصة وأن بنية التنظيم تعرف تواجد جزائريين معروفون بولائهم للعسكر الجزائري أو عناصر مخابراتية تم زرعها داخل هذه التنظيمات.. أو موالين وحلفاء للنظام العسكري وعلى رأسهم زعيم جماعة نصرة الإسلام والمسلمين إياد غالي.
أطماع روسيا في المنطقة
وإذا كانت روسيا قد وضعت أرجلها في المنطقة، فإن الثابت أنها تنأى بنفسها عن التنسيق مع التنظيمات الإرهابية.. كما هو الحال على الساحة السورية، وذلك رغم دعمها المفضوح لنظام الطاغية الأسد.
على الجانب الآخر نجد أن فرنسا استغلت وجود التنظيمات الإرهابية في المنطقة وفشل منظومة الدولة هناك من أجل تغلغل أكبر في منطقة الساحل والصحراء، بمبرر القضاء على الإرهاب.. وهو الهدف الذي لم يتم تحقيقه رغم قيام باريس بعمليتين عسكريتين في مالي (سيرفال وبارخان).. ورغم نجاحها في تحييد بعض رؤوس التنظيمات الإرهابية (عدنان أبو الوليد صحراوي، عبد المالك دروكدال، يحي أبو الهمام).
ونعتقد يقينا بأن فرنسا قادرة على توجيه التنظيمات المتطرفة عن طريق ملقطها ممثلا في النظام العسكري الجزائري.. وذلك من أجل إنهاك المثلث المالي النيجيري البوركينابي، بما يسمح لها بمواصلة وضع اليد على خيرات هذه المنطقة.. وكذا تنصيب نفسها كحامية لدول الساحل والصحراء الناطقة بالفرنسية.