تمغربيت:
حالة من الرعب تسود ثكنات بن عكنون وداخل قصر المرادية على إثر النتائج التي أفرزتها الانتخابات الفرنسية المتعلقة بالبرلمان الأوروبي.. والتي أعطت تقدما مهما ل “اليمين الفرنسي” على حساب الحزب الحاكم والأحزاب الأخرى.. وهو ما يهدد بفقدان نظام الثكنات لأحد أهم المساندين للنظام العسكري منذ انفصال الجزائر على الوطن الأم فرنسا سنة 1962.
ويخشى النظام الجزائري فقدان مجموعة من الامتيازات الممنوحة للجزائريين (مواطنين ودبلوماسيين..) بالإضافة إلى مراجعة تسهيلات السفر والمنح الجامعية والمساطر في حق المستثمرين الجزائريين.. بالإضافة إلى الإسراع بطرد قرابة 15 ألف جزائري يوجدون في وضعية غير قانونية.
ويسارع النظام الجزائري الزمن من أجل تحريك الجالية الجزائرية في فرنسا، من أجل تدارك الموقف الانتخابي.. وخاصة بعدما حل ماكرون الجمعية الوطنية (مجلس النواب) ودعا إلى انتخابات سابقة لأوانها بتاريخ 30 يونيو 2024.
في هذا الصدد، استقبل زين الأسامي عميد المسجد الكبير لباريس، شمس الدين حفيظ.. ووجهه إلى ضرورة استغلال المساجد لتوجيه الجالية الجزائرية في فرنسا.. من أجل التصويت لحزب ماكرون، بالإضافة إلى تحريك المخابرات الجزائرية لشراء الأصوات الانتخابية من أجل قطع الطريق على اليمين الفرنسي.. والذي سيقطع نجاحه شعرة معاوية مع النظام العسكري الجزائري.
وأمام هذه التحديات، نتساءل عن دور الجالية المغربية المقيمة في فرنسا.. ومدى تأطيرها ووعيها بأهمية المشاركة في الانتخابات المقبلة أولا، ثم اختيار الحزب الذي تتقاطع توجهاته مع مصالحنا ثانيا. وهو العمل القاعدي الذي لم تنخرط فيه الدولة المغربية بالذكاء والدهاء اللازمين.. وهو ما جعلنا نتحمل مزاجية بعض السياسيين الفرنسيين واستفزازاتهم السياسية وابتزازهم الإعلامي.