تمغربيت:
تكمن أزمة العقل العربي في سقوطه دائما ضحية البروباغندا والشعارات وخطابات العاطفة.. وهو ما جعله عدوا لقضاياه وحطبا لقضايا غيره. وإذا كان العرب قد فشلوا في استغلال البروباغندا، وهم معقل الدين الإسلامي.. ومن حملوا الإسلام إلى معظم البقاع، فإن الأعاجم الأتراك والفرس نجحوا في الركوب على المعطى الديني.. من أجل خلق طوابير خامسة داخل الدول العربية.
وإذا كان المعطى الديني ليس محددا في السياسات الداخلية لتركيا وإيران، فإنه يبقى ضروريا في مشاريع الانتشار والاختراق.. وهو ما جعل إيران تنجح في إخضاع أربعة عواصم عربية، وجعل الأتراك (قاب قوسين أو أدنى) من خلق كيانات إخوانية تابعة سياسيا لأنقرة وإيديولوجيا للإخوان المسلمين.. وهو ما جعل بعض المفكرين يتحدثون عن أزمة وجودية ل “العقل العربي”
في هذا الصدد، جاء تصريح وزير خارجية إيران بالنيابة علي باقري كني، خلال لقائه بمستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي.. بأن المشكل الحقيقي مع الولايات المتحدة الأمريكي يكمن في “الحصة التي خصصوها لنا”. وهو التصريح الذي يفرغ شعارات “الموت لإسرائيل الموت لأمريكا من مضمونها”.. ويقطع بأن نظام الملالي في إيران هو نظام عنصري عرقي.. يعمل على تغليف الأطماع التوسعية بالأطروحة الدينية.
وتجدر الإشارة إلى أن واشنطن تعتبر إيران من أهم “المحاور الجيوسياسية” والتي يجب الدفاع عنها.. من أجل المساهمة في إيقاف المد الصيني الأصفر. بالإضافة إلى تسهيل التغلغل الأمريكي في المنطقة، وهو التنسيق الذي بدا واضحة جليّاً خلال الحرب الأمريكية على أفغانستان والعراق.. حيث ساهمت واشنطن في إنهاء حكم ألذ خصوم إيران.. صدام حسين.