تمغربيت:
بعد تخريب إيران لأربع عواصم عربية بالشرق الأوسط .. الأمر الذي لم تفعله إسرائيل في العرب حتى إبان الصراع العسكري بينهما في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي إلى اليوم.. وبعد تدخل إيران في شمال غرب إفريقيا، عبر أذرعها الميلشياوية لتدريب البوليساريو الانفصالية الإرهابية، ضد الوحدة الترابية المغربية، مما دفع المغرب لقطع علاقاته بها على جميع المستويات.
وبعد قطع علاقتها مع السودان عام 2016، بعدما كانت تتمتع طهران بنفوذ واسع في هذا البلد خلال ثمانينات وتسعينات القرن الماضي.. عاد الكلام مجددا، عن عودة للعلاقات تطبخ على نار هادئة بين طهران والخرطوم.. خصوصا وأن الأمر يجري في سياق إقليمي إيجابي في إطار عودة العلاقات بين إيران مع كل من السعودية ومصر ووو.
ويلعب الحرس الثوري الإيراني دورا مهما في هذا التقارب.. لاحتفاظه بعلاقاته الجيدة السابقة مع مسؤولين عسكريين سودانيين.. كما تلعب الدور ذاته مجموعة من قيادات الحركة الإسلامية التي لها علاقات متميزة مع طهران على أساس إيديولوجي.. علما أن الحركة الإسلامية بالسودان مرتبطة ارتباطا عضويا بالجيش الحاكم. مما دفع بها إلى لعب دور الوسيط الداعي إلى إرجاع العلاقات القديمة بين العاصمتين بشرط تقديم دعم عسكري قوي من طهران للجيش السوداني في مواجهته ضد قوات الدعم السريع.. الأمر الذي ستجني منه إيران تواجدا جيوسياسا واستراتيجيا مهما في البحر الأحمر، كما سيعيد شيئا من القوة للحركة الإسلامية السودانية التي فقدتها على المستوى السياسي..
وها هي طهران ستدخل عاصمة عربية خامسة، عبر دعم كامل للجيش السوداني، لتتمركز كقوة إقليمية بالبحر الأحمر.. بعد لقاء وزيريْ خارجية إيران والسودان في باكو الشهر المنصرم على هامش قمة عدم الانحياز، في رسالة واضحة ورغبة مشتركة في مراجعة وإعادة العلاقات بين البلدين.. وبعد تقديم طهران لمساعدات إنسانية للسودان عبر الهلال الأحمر الإيراني.. وكذلك أيضا، بعد تقديم دعم عسكري للجيش السوداني..
تعاون ومساعدات إنسانية وعسكرية بإمكانها إحياء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وكذا التعاون العسكري أيضا بينهما. وهو ما سيكون بمثابة بداية للتدخلات الأجنبية، ودخول السودان في حرب طويلة الأمد لا محالة. فحال العواصم العربية الأربعة التي خربها التدخل الإيراني، يوحي أن الخرطوم ربما ستلقى نفس المصير.