تمغربيت:
مخطئ من يظن أن إيران لن ترد على اغتيال الكيان الصهيوني لزعيم حركة حماس اسماعيل هنية فوق ترابها.. ومخطئ من يظن أن إيران لا تمتلك أدوات القوة التي تمكنها من الرد على هذه الاستهدافات المتكررة.. والاختراق الممنهج للمنظومة الأمنية الصفوية.
وهنا يطرح السؤال على أقوى سلاح تمتلكه إيران للرد على إسرائيل؟؟
سلاح الردع الإيراني
هذا السلاح يكمن في “الإعلام”.. نعم الإعلام، ذلك السلاح الذي اشتغلت عليه إيران منذ عقود من أجل اختراق البنية الفكرية ليس للعرب فقط وإنما لفئات عريضة من سكان العالم. وهنا استطاعت طهران أن توهم طبقة عريضة من الإعلام بأن إيران تمتلك قوة الردع القادرة على ضرب إسرائيل في مقتل.. والانتقام لاغتيال اسماعيل هنية وفؤاد شكر. بل وتناول الإعلام الغربي “خرافات” مفادها أن وفد أمريكي رفيع المستوى توجه إلى طهران من أجل إقناع إيران “بضبط النفس” وعدم الرد على عملية اغتيال اسماعيل هنية.
هو نفسه الإعلام الذي جعل تيارا داخل الإعلام العربي السني يقتنع بأن إيران ستتبنى قضايا عربية.. وتنتقم لأرواح سنية. وهو نفسه الإعلام الذي أقنع العرب بأن من دمر العراق ولبنان وسوريا واليمن يمكنه أن يعمر فلسطين.
لقد نجح الإعلام الإيراني بأن يستميل أقلاما فرنسية وإنجليزية وأخرى ناطقة بالعربية.. من أجل الترويج بأنها قوة إقليمية قادرة على الوقوف في وجه قوة البطش الإسرائيلية.. وبأن الصفويين قادرون على مسح الكيان من الوجود. وذلك رغم أن إيران أثبتت عجزها على الرد على اغتيال قيادات كبيرة جدا من قيمة قاسم سليماني وغيرهم. بل وأثبتت عجزها حتى على الرد على استهدافات لمجالها الترابي وتمثيلياتها الدبلوماسية إلا في مستوى جد ضيق ومدروس وربما متفق عليه.
الولايات المتحدة الأمريكية.. عرابة النظام الإيراني
وهنا نشير إلى أن الحزب الديمقراطي الأمريكي، ظل يرى في إيران حليف استراتيجي يمكن الوثوق به ودعمه.. بل ويرى في سقوطه انهيارا للاستراتيجية الأمريكية في المنطقة والتي نظر لها زبنغيو برجينسكي في كتابه المرجعي “رقعة الشطرنج الكبرى”.
إذا هي المعادلة الغربية التي تريد أن تقنع الكائن العربي بأن إسرائيل قادرة على ضرب إيران في عقر دارها.. وفي نفس الوقت إقناع العرب بأن إيران هي القوة الوحيدة القادرة على ردع إسرائيل ولو عن طريق فرقعات “عاشورية” وقنابل بدون رؤوس متفجرة..
لقد أثبت العرب بأنهم قابلون للتغرير والتوجيه والتأطير.. وبأنهم لحوم طرية لمطحنة إعلامية استطاعت أن تجعل منهم أوعية فارغة قادرة أن تتقبل بأن من يسب الصحابة الكرام هو من يمثل الإسلام.. وبأن من يؤمن بتحريف القرآن هو الممثل الشرعي لأهل الإيمان.. ويمكن في المستقبل أن تؤمن بأن المهدي المنتظر هو محمد بن الحسن العسكري الإمام الثاني عشر عند المذهب الشيعي الجعفري الاثنا عشري.
Samsung Galaxy S24 Ultra iPhone 15 Pro Max Samsung Galaxy S23 Ultra Oppo Find X7 Ultra