تمغربيت:
كنا قد تطرقنا في مقالات عديدة، إلى أن الأندلس قطعة مغربية، ولطالما كانت جزء لا يتجزأ من الإمبراطورية المغربية الشريفة.. من وثيقة الأسير في الأندلس الذي أرسل رسالة إلى سلطان المغرب كتبت بالدارجة.. ومرورا باعتراف آخر ملوك غرناطة بتبعيتهم لسلطان المغرب، ووصولاً إلى دور بني مرين في تأخير سقوط هذه البقعة المغربية.
قصر اشبيلية جوهرة الاندلس
في هذه المقالة سنحيل القارئ المغربي والعربي على تحفة الموحدين ألا وهو قصر إشبيلية Real Alcatraz جوهرة الأندلس. وقبل الدخول في حيثيات هذا القصر البديع، سنقف عند الاسم الذي يحمله باللغة الإسبانية Alcazar والتي تشبه إلى حد بعيد اسم القصر. وهنا يتبادر للأذهان قولة ابن خلدون “المغلوب مولع أبداً بالاقتداء بالغالب”.. فاللسان الإسباني شاهد وحافظ للتاريخ المغربي بالأندلس، كما سنفصل فيها في مقالات قادمة بإذن الله.
تشييد القصر بأمر من خليفة المسلمين
فقد أمر خليفة المسلمين يعقوب المنصور الموحدي، من دار ملكه بمراكش، بتشييد قصر إشبيلية بالأندلس. والذي يعتبر صرح ومعلمة مغربية فريدة، حيث سجل سنة 1987 باليونسكو كتراث عالمي.. فقد تفننت يد الصانع المغربي في نحث جمال هذا القصر الموحدي، حيث بني على الطراز المغربي الخالص.. ليعطينا تحفة معمارية مغربية غاية في الروعة، فقد تم تزيينه بالزليج المغربي مع نقوش دقيقة على الجبص كما هو حال السقف الذهبي المتميز.
وعندما تطيل النظر في نقوشها وتفاصيلها، تصل لقناعة راسخة أن الحرفي المغربي ولد ليكون متميزاً بين أقرانه.. والأول بين الأمم، ولا يرضى إلا بلوحة يعجز اللسان والكلمات عن وصفها، وتسرح الأعين في النظر إليها.
وبهذه العبارة المكتوبة في أحد أركان هذا القصر البديع نجد أنه تم بناءه في عهد الموحدين ونسكت الأفواه التي تريد سرقة التراث والحضارة المغربية بالأندلس لؤلوة المغرب الإسلامي.. ونعيد التأكيد بأن الاندلس كانت لقرون جزء من الدولة المغربية كحقيقة يجب أن يعلمها المغاربة أولا واللصوص ثانيا والعالم أجمع ثالثا.