تمغربيت:
بعد انتظار طويل للرد الإيراني على استهداف مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق من طرف إسرائيل.. وبعد سيل من التهديدات والوعيد لإيران، وأذرعها العسكرية في المنطقة.. قامت طهران أخيرا ب “الرد على إسرائيل“، ولكن بطريقة أقل ما يمكن أن يقال عنها بأنها “جبانة”.
وفي الوقت الذي كان يعتقد فيه الجميع أن الرد على إسرائيل سيكون من خلال ضرب قلب الكيان الصهيوني.. واجتهد المحللون في تقدير قوة ومكان الهجوم، قامت إيران باستهداف سفينة تجارية تحمل العلم البرتغالي وتعبر مضيق هرمز.. ويقال أنها مملوكة جزئيا لإسرائيل.. قبل أن يتبين أن المستثمر الاسرائيلي “إيال عوفر” باع حصته فيها قبل سنتين.
والغريب في الأمر أن إيران احتفلت بهذا الانتصار “الوهمي”، وتقوم أذرعها الإخوانية بالتطبيل لهذه “الجريمة” وكأنها “فتح عظيم”.
هي إذا رسالة لمن ظل يحلم بأن إيران سوف تحرر القدس، أو أن إيران جعلت من إسرائيل عدوها الوجودي.. ونقول لهؤلاء وأمثالهم “ناموا فعليكم ليل طويل”. لأن القدس هي فقط “أصل تجاري” إيراني لمواصلة تكتيكات الحشد واستحمار الشعوب العربية والإسلامية.. أما الحقيقة فإن العدو الأول للعرب والمسلمين قبل الكيان الصهيوني، هو الكيان الصفوي. والذي جعل من الحرمين الشريفين هدفا استراتيجيا على المدى البعيد، فيما ظلت العلاقات الإسرائيلية الإيرانية ضبابية وراوحت مكانها بين التحالف والتنافر ولم تصل في يوم من الأيام إلى مستوى الصدام المباشر.