تمغربيت:
من يعتقد أن استفزاز الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون للإمارات سيمر دون رد فهو لا يعرف البنية السلوكية لعرب الخليج.. ومن يعتقد أن تبون انتقد الإمارات دون إذن العسكر الجزائري فهو لا يعرف البنية السلوكية للعسكر. وإذا كان نظام الثكنات ذكيا في الدفع بورقة محروقة لاستهداف الإمارات، مع إمكانية التخلص منها في أية لحظة.. فإن أبو ظبي على علم ودراية بحيثيات ما يقع داخل ثكنات بن عكنون وقصر المرادية.. وهي على علم بتفاصيل ما يقع داخل الغرف المظلمة لنادي الصنوبر.
في هذا الصدد، بدأت الأذرع الإعلامية الإماراتية في شن هجمات “مدروسة” و “محدودة” على النظام الجزائري.. وقد يذهب الأمر إلى أبعد من ذلك، من خلال محاصرة النفوذ الجزائري ومواصلة عزله عربيا وحتى إفريقيا.. خاصة بعد الشراكة الاستراتيجية التي ربطها المغرب مع دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي الشراكة التي تضع إفريقيا في صلب مجالات الانتشار والتطوير.
وإذا كان النظام الجزائري مستعدا للتضحية بالرئيس تبون “لعيون الإمارات”.. فإن أبو ظبي تعلم بأن تبون هو أصغر من أن يهاجم الإمارات وبأنه مجرد دمية في أيدي العسكر. وبالتالي فإن مركز ثقل القرار السياسي في الجزائر يكمن في العسكر. وبالتالي فإن تحجيم دور العسكر هو مقدمة لإعادة الجزائر إلى سابق عهدها وحجمها وهو ما سيخدم مجموعة من الأهداف السياسية.. ويفتح الطريق لإعادة الأمن والسلام لشمال إفريقيا، وهو الهدف الذي لا يمكن أن يتم دون تقليم أظافر “نظام القراصنة”.
وإذا كان الجميع يعلم بأن بيت النظام العسكري أوهن من بيت العنكبوت، فإن الجميع يعلم أيضا بأن مركز صناعة القرار الفعلي هي باريس.. وبالتالي فهناك بحث حثيث عن آلية لفك ارتباط باريس بالجزائر، وذلك من خلال العمل على ضرب التحالفات المصلحية بين باريس وملقطها الجزائر.. وهو ما يمر حتما عبر عودة الجزائر إلى حجمها الطبيعي إلى ما قبل سنة 1830 على الأقل.