تمغربيت:
حياة الماعز تضع العلاقات السعودية الجزائرية على المحك..
يبدو أن الجزائر ورطت نفسها في أزمة خطيرة مع المملكة العربية السعودية.. وهي الأزمة التي سيكون لها ما بعدها، خاصة وأن النظام العسكري الجزائري ما فتئ يحاول ضرب مراكز ثقل دول الخليج العربي.. خدمة لأجندات إقليمية لم تعد خافية على كل ذي عقل لبيب.
في هذا الصدد، يعلم الجميع بأن نظاما مغلقا مثل النظام العسكري الجزائري لا يمكن أن يسمح بتصوير فيلم سينمائي.. أو إنتاج درامي، إلا بعد أن يعرف تفاصيل العمل وحيثياته والاطلاع على السيناريو.. وبعدها يقرر منحه الترخيص، بعد ان يجتاز الفيلم جميع دهاليز الرقابة العسكرية قبل السنيمائية.. وليخضع تصوير الفيلم لمراقبة لصيقة طيلة عملية التصوير.
وإذا كان فيلم “حياة الماعز” قد سقط في النمطية وابتعد عن الحيادية، وأسقط جزء مهم من الحقيقة.. فإن السؤال الذي يطرح نفسه: ما الذي استفادته الجزائر من دعم هذا الفيلم الذي صُور جزء كبير منه في صحراء تيميمون المحتلة؟؟
والواقع أن الجزائر حاولت أن تضرب بخبثها عصفورين بحجر واحد: فمن ناحية هي تستهدف السعودية، مركز ثقل الوحي النبوي والهدي الرسالي للمسلمين.. وبالتالي تقديم خدمة للعدو الوجودي للمملكة ممثلا في إيران الفارسية.. والهدف الثاني “داخلي”، من خلال إرسال رسالة ملغمة للشعب الجزائري.. مفادها أنه يعيش في ظروف تفوق بكثير ما تعيشه دولة نفطية من قيمة المملكة العربية السعودية.. وحتى إذا ما تعرض هذا الشعب “الخاضع” للقمع والتنكيل والعذاب المهين.. فإن الوضع ليس أفضل من الجزائر حتى في دول قوية مثل السعودية.
ويبدو أن حالة الغضب التي أعقبت عرض الفيلم، دفعت الجبناء إلى التنكر، بداية، من الفيلم جملة.. قبل أن تُظهر شهادات من ساهموا في الفيلم بأنه فعلا تم تصويره في منطقة تديرها الجزائر.. لتنتقل الأحذية الإعلامية التابعة للعسكر الجزائر إلى الترويج بأن الفيلم تم تمويله من طرف الإمارات العربية المتحدة.. من أجل الضرب تحالف استراتيجي بين الرياض وأبو ظبي.. وهذا ديدن قرن الشيطان في جمهورية العار والشفار وقلة الوقار.
لقد نسي اللئام ما قدمته المملكة العربية السعودية لما سمي ب “الثورة الجزائرية”.. وتناسى القوم دخول الملك فيصل إلى بهو الجمعية العامة للأمم المتحدة وهو يحمل العلم الجزائري.. ولكن لا عجب، فهذا النظام، سليل الجيش الانكشاري وطبقة رياس البحر لا يقيم للاعتراف وقارا ولا يرعى للعرفان اعتبارا.. لأنه لم يتشبع لا بأخلاق الإسلام ولا بالبنية السلوكية العربية ولا هو حافظ على أصالة الروح الأمازيغية.. ليبقى كائنا مشوها منبوذ داخليا ومكروه إقليميا ولا وزن له دوليا.