تمغربيت:
أعلن رئيس الوزراء المالي، شوغويل كوكالا مايغا، بشكل حازم بأن المسؤولين الجزائريين غير مرحب بهم في مالي، وذلك خلال خطابه أمام ممثلي الأحزاب السياسية وكذا المجتمع المدني في العاصمة باماكو. جاء ذلك عقب الاستقبال الثاني الذي خصصه الرئيس الجزائري، نهاية الأسبوع الماضي، للإمام محمد ديكو.. والذي تتهمه مالي بدعم الحركات الانفصالية المسلحة شمال البلاد.. وذلك بالموازاة مع إجراء الجيش الجزائري لمناورات عسكرية قرب الحدود مع مالي.
وأوضح الرئيس مايغا أن السلطات الجزائرية ممنوعة من دخول مالي.. وأن بلاده ستواصل التذكير بذلك كلما استدعت الضرورة.. وذلك في أول رد فعل على استقبال تبون لديكو خلال افتتاح جامع الجزائر الجديد يوم الأحد الماضي، وكذا المناورات العسكرية التي أشرف عليها رئيس هيئة الأركان الجزائرية السعيد شنقريحة.
وأكد رئيس وزراء مالي أن انسحاب بلاده من اتفاق الجزائر أمر لا رجعة فيه.. مردفا أن الاتفاق الموقع سنة 2015 بين الحكومة الانتقالية والحركات المسلحة، لا طائل منه.. وقال في هذا الصدد “بعد استثمار سياسي ومالي طويل وثقيل.. وانتظار دام قرابة 9 سنوات، لاحظت الحكومة، بقيادة رئيس الفترة الانتقالية، أسيمي غويتا، عدم إمكانية تطبيق الاتفاق مطلقا.. وبالتالي إعلان بطلانه”.
وأورد مايغا أن القرار الذي جرى اتخاذه بتاريخ 25 يناير 2024، “مسؤول ومدروس بعناية كبيرة، وهو قرار وطني للغاية”.. مبرزا أنه نابع من عدة ملاحظات، بما في ذلك “سوء النية الواضح لبعض الحركات الموقعة.. والمجتمعة بشكل أساسي ضمن تنسيقية حركات أزواد، والتي ارتكبت أعمالا تخريبية واستفزازية” حسب تعبير المسؤول السياسي المالي.
ويرى جل الملاحظين، أن العلاقات بين الجزائر ومالي تتجه نحو المجهول، خاصة بعد تسريب معلومات حول استغلال الجزائر وفرنسا للخيرات الطاقية في مالي.. وخاصة على مستوى حوض كيدال الغني بالنفط والغاز. وهو ما دفع الجزائر إلى التصعيد مع مالي بل ودعم التنظيمات الانفصالية في الشمال في محاولة لوضع يدها على خيرات مالي.. ولو تطلب الامر مزيدا من التوحش والإرهاب شمال مالي.