تمغربيت:
شكل الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى 48 للمسيرة الخضراء محطة مهمة ليس فقط للتذكير برمزية ملحمة الحسن الثاني رحمه الله.. وإنما لتقديم خارطة طريق واضحة المعالم من شأنها أن تُحلحل جميع مشاكل دول غرب إفريقيا.. والتي تعتبر مركز ثقل العنف السياسي والأمني والهشاشة بجميع أنواعها.
في هذا السياق، أكد الملك محمد السادس في خطاب المسيرة الخضراء بأن دول غرب إفريقيا الأطلسية.. والتي تنتمي إلى منطقة الساحل والصحراء مطالبة بالدخول في شراكات استراتيجية تمكنها من استغلال أمثل لثرواتها الطبيعية ومقدراتها الطاقية. كما أكد الملك بأن مشروع أنبوب الغاز النيجيري المغربي بالإضافة إلى الشراكات بين الدول المطلة على المحيط الاطلسي.. ستمكن هذه الدول من الاستجابة لمتطلبات شعوبها وبالتالي القضاء على مسببات الأزمة التي تدفع الشباب إلى التمرد والعنف والانضمام إلى تنظيمات إرهابية تهدد بنية الدول الإفريقية.
وإذا كانت دولة مثل فرنسا قد استباحت القارة الإفريقية لعقود طويلة.. ونجحت في امتصاص خيرات هذه الدول من خلال استمالة رؤسائها وزعمائها، فإن المغرب يقدم نموذج آخر من الشراكات تنطلق من إفريقيا وتنتهي إليها. شراكات تقوم على تفعيل المعطى التنموي للقطع مع مسببات الصراع ووضع أرضية صلبة لإحلال السلم والامن في المنطقة لأنه، وكما يقال، “العقل التجاري لا يتوافق مع الحرب”.
هي إذا سياسة اليد الممدودة للملكة محمد السادس.. وهذه المرة ليس في اتجاه أهل الشقاق والنفاق ومفاسد الأخلاق وإنما في اتجاه دول إفريقية جريحة.. عليها أن تستغل هذه المبادرة، من أجل بناء إفريقيا جديدة وقوية وفاعلة.