تمغربيت:
استعرضنا في المقالة السابقة نموذج للإعلام الفرنسي المسيس والمؤدلج الذي تفوح منه رائحة الخبث والغدر.. والذي لم يحترم حتى مأساة المغاربة في الفاجعة التي حلت بهم فقام بحملات مسعورة تسيئ للملك والمملكة والشعب المغربي..
في الطرف المقابل والنقيض وبكل احترافية ومهنية، كانت “ذا غارديان” البريطانية ذائعة الصيت.. شاهدة على التدخل السريع والتعبئة التامة والاستجابة الفورية.. التي أبانت عنها السلطات المغربية.. واصفة إياها ب “الفعالة على نحو عقلاني”.
وبشيء من التفصيل، أشارت الصحيفة إلى عمليات فتح الطرق الرئيسية المؤدية إلى قلب المنطقة المتضررة، وشق المسالك لإيصال المساعدات إلى كل الأماكن المتضررة.. مضيفة أن المروحيات العسكرية التابعة للقوات المسلحة الملكية نفذت طلعات مستمرة ومتواصلة دون توقف على مدى عدة أيام.. كما نوهت بموجة التضامن المغربي وتحرك الشعب المغربي العفوي من كل أنحاء المملكة لمساعدة الساكنة المتضررة.. رغم أن العوائق والمشاكل كانت كبيرة، حيث أن الكارثة طالت 5 أقاليم متفرقة وسط تضاريس وعرة للغاية.
كما أشارت الصحيفة “بشكل ضمني” إلى فرنسا وهي تلوك “بعض الانتقادات التي تنم عن عقدة المنقذ الأبيض، والفكرة السائدة التي تفيد بأن الدول الغربية هي الوحيدة القادرة على تقديم المساعدة في زمن الكوارث والحاجة”.. فأكدت “ذا غارديان” في موقع الدفاع عن القرارات المغربية بقبول أو رفض بعض المساعدات.. على ما وسمته بمبادئ “السيادة في اتخاذ القرار”. و”شرف تلقي الدعوة من أجل المساعدة على اعتبار أن السلطات المغربية هي الأجدر بتحديد طبيعة ونوعية وتوقيت المساعدات، وكذا الجهات المانحة أو المتطوعة.”
وتابعت الصحيفة بنقد لاذع ضد تلك البلاد التي تعتبر نفسها قوية وتمتلك تجهيزات تكنولوجية متفوقة في مجال التدخل لمواجهة حالات الطوارئ، وأن على المغرب قبول تدخلها (بالقوة/ بالعافية).. بقولها أنه : ” يبدو أمرا سخيفا ومطبوعا بالتعجرف”.