تمغربيت:
الكوارث الطبيعية هي ابتلاءات من الله لعباده الصالحين وغير الصالحين.. وأيضا هي مناسبة ليختار الله منا بعض الشهداء لمجاورة النبيئين والصديقين. وهي أيضا فرصة لاستخلاص الدروس وتمحيص العدو من الصديق والصابرين والمثابرين والمجاهدين.
دروس الزلزال
ما أثار انتباه المغاربة، وأنا واحد منهم.. هو تسابق السياح الأجانب والتجار المقيمين في المغرب (خاصة الصينيون) إلى التبرع بالدم وتقديم جميع أنواع الدعم والمساعدات.. وكأنهم جزء من النسيج المجتمعي المغربي (وهم من الآن كذلك).
وحقيقةً هؤلاء القوم لم نقدم لهم شيئا ماديا.. وإنما كلها أشياء لا مادية يقدرها السائح الأجنبي (التاريخ، الحضارة، التراث، التقاليد، العادات.. ). ومع ذلك أحبونا إلى درجة منحونا دماءهم وجهدهم ومالهم ووقتهم.
دروس مستخلصة من نظام بائس
وللأسف نتذكر أقواما حملناهم على أكتافنا منذ 1830م.. وفتحنا لهم منازلنا وأعطيناهم من قوت أبنائنا.. ومع ذلك كان أشد الناس عداوة لنا وعدوانا علينا. وبمجرد استقلالهم امتشقوا أسنة الغدر والخيانة وجعلوا منا العدو الكلاسيكي والعدو التاريخي، بل والعدو الأبدي.
هكذا إذا هي دروس الكوارث الطبيعية وهكذا عرفنا مرة أخرى مكانة المغرب في العالم.. وحقد “تريكة بومدين” شرق الجدار.