تمغربيت:
بعيدا عن شعارات خاوة خاوة.. في إسبانيا، يتم استقبال مهاجرين سريين غير شرعيين، إذا هم وصلوا إلى المياه الإقليمية الإسبانية، رغم أن القانون الإسباني والأوربي يمنع هذه الهجرة.. ولا يتم رميهم بالرصاص ولا تخويفهم حتى.. وفي إسبانيا وغيرها من دول أوربا، يتم القبض على مهربي المخدرات، في عرض البحر، فيحاكمون إن وُجد عندهم ما يثبت حيازتهم لها.. ولا يتم محاكمتهم إن رموها من قواربهم قبل القبض عليهم..
وفي إسرائيل، يواجه الجيش الإسرائيلي الاحتجاجات الفلسطينية السلمية، بطرق شتى، منها التعنيف أو الاعتقال أو إطلاق عيارات نارية في السماء أو رصاص مطاطي إذا ساءت الأمور.. دون الوصول إلى الرصاص الحي.
في المغرب يتم إرجاع الجزائريين الفارين من جحيم الجزائر نحو الحدود المغربية بلطف ومسؤولية.. وما أكثر المقاطع المصورة لهذه الأحداث..
في المغرب أيضا، ياما أنقذت البحرية الملكية المغربية، زوارق جزائرية ضلت طريقها.. ليس قرب الحدود بل بعيدا عن الشواطئ الأطلسية.. فلا تتهمهم بالجوسسة أو التآمر أو أو أو.. بل تمد لهم يد المساعدة وما تقتضيه الأصول المغربية قبل مساعدتهم للرجوع سالمين إلى الجزائر.. وما أكثر المقاطع لتلك الصور النبيلة..
لكن في الجزائر، سواء على الحدود البرية أو البحرية، فالأوامر صارمة من طرف السلطات العليا.. وهذا منذ عقود وعقود.. بقتل أي مغربي يتواجد على الأراضي المغربية من المهربين، أو أي مغامر يضل الطريق في البحر..
وما حادث السعيدية، إلا واحد من بين مئات الأحداث التي يحكيها أهل الشرق بمدينة وجدة وبني درار وأحفير والسعيدية.. فحوادث القتل على أيدي الجيش الجزائري من حرس الحدود، مشهورة بالمنطقة الشرقية وأخبارها متواترة..
الجديد في هده الحادثة المؤلمة، أنها أصبحت حديث كل لسان بالمشرق والمغرب، وخبر كل قناة عربية وأوربية، وكأن مقولة الحكيم الحسن الثاني لا تزيد إلا انتشارا وتثبتا (ليعرف العالم مع من حشرنا الله في الجوار) ..
فهل يعي المغاربة (الحنان فوق اللازم) أصحاب خاوة خاوة أو طاوا طاوا.. أن قول الجزائريين نظاما وشعبا، بأنهم ليسوا ضد الشعب المغربي لم تعد تنطوي على المغاربة العقلاء والأحرار؟ هل يعي المغاربة أن حوادث القتل هذه لا يفعلها الإسرائيليون ضد الفلسطينيين؟ وبالتالي فالنظام وغالبية الشعب الجزائري يكرهون المغاربة والشعب المغربي بشكل هستيري؟؟ فمتى يستيقظ أصحاب طاوا طاوا من سباتهم؟