تمغربيت:
بومدين وخلال كلمة مطولة له سنة 1976م صرح بأن جميع مكونات الشعب المغربي كانت مُجمعة وموحدة حول قضية الصحراء الغربية المغربية. وأكد الهالك بأن أحزاب اليمين واليسار والمجتمع المدني المغربي.. كلهم كانوا على قلب رجل واحد وعلى كلمة واحدة بخصوص قضية الصحراء.
اعتراف العدو
وأمام اعتراف بوخروبة بهذه الجبهة الداخلية الموحدة حول القضية الوطنية، لا يمكن أن نفهم كيف يغامر النظام العسكري ويضيع 48 سنة في نزاع يعلم استحالة الفوز فيه. ويبدو أن نظام الثكنات قد نسي أو تناسى باستحالة كسر جبهة داخلية موحدة. وبأن جميع المدارس الاستراتيجية قد جعلت من توحيد الجبهة الداخلية كفيل بضرب جميع المخططات الخارجية.
صدق المؤرخون
لقد صدق المؤرخون حين قالوا بأنه لولا عدو الداخل لما استطاع أن يتسلل إلينا عدو الخارج. ولذلك استطاع المغرب حسم قضية الصحراء المغربية من خلال نجاعة الدبلوماسية الملكية والتفاف المغاربة حول القيادة السياسية بخصوص قضية الصحراء المغربية.
نقطة اللا عودة
تلكم هي الحقيقة التي لا يريد العسكر الجزائري فهمها أو استيعابها.. وحتى لو استوعبها فإنه لن يقبلها. على اعتبار أن قضية الصحراء الغربية المغربية هي ريع سياسي عسكري استطاع النظام أن يجعله “قضية داخلية” يضبط من خلالها الولاءات ويُصدر عبرها الأزمات ويضمن بها دوام حكم الجنرالات.
لقد مات بن بلة والصحراء مغربية.. وهلك بومدين والصحراء مغربية وقضى بوتفليقة نحبه ودائما الأرض مغربية.. وسيذهب تبون وشنقريحة وجميع الجنرالات وستبقى الصحراء مغربية إلى أن ينفخ ملك الموت في الصور.
لقد قالها خالد نزار من قبل وآمن بها القايد صالح من بعد ويؤمن بها كل من مروا على حكم ثكنات بن عكنون.. “لن تقوم دولة سادسة في المنطقة”.. لكن “العور السياسي” جعل العسكر يصل إلى نقطة اللا عودة. لأن الاعتراف بفشل الرهان يعني المساءلة والمحاكمة وخطر تأسيس جمهورية جديدة، لكن هذه المرة فوق تراب تندوف وليس خارجه.