تمغربيت:
عند نظام العسكر الجزائري.. العدو الخارجي والعداء ضد المملكة المغربية هو الأصل؛ وهو العقيدة الوجودية التي بفضلها يستمر نظام الثكنات في الحكم.. في غفلة تامة من وعي وعقل القوم الذين يعيشون فوق تراب هذه الجغرافيا.
فحتى لو لم تكن هناك مشكلة اسمها الصحراء الغربية المغربية.. لبحث العسكر عوارض أخرى لخلق أزمة جزائرية مغربية.. فملف الصحراء عارض، بينما العداء ضد المغرب هو الأصل.. والتاريخ يشهد أن الجزائر عادت المغرب قبل حتى أن تكون طرفا في ملف الصحراء.
آخر الخرجات المرضية..
ولعل آخر المسرحيات المضحكة المبكية التي أبدعها العقل العسكري الجزائري هي إصدار تعليمات وزارية لمصادرة خرائط ومجسمات تبرز خريطة المغرب كاملة بصحرائه.. إلى هذا الحد أصبح العسكر مهووسا بأي شيء يتعلق بالمغرب، ويريد أن يصبح الشعب الجزائري هو الآخر مهووسا بالمغرب أيضا..
فكما أن تعليمات على أعلى مستوى بالجزائر منعت أي ذكر للمغرب منتصرا في المجال الرياضي.. ها هي المكتبات تمنع من بيع أي مجسم أو خريطة تبرز المملكة المغربية بصحرائها..
التناقض بين التصريحات والواقع..
هذا الأمر يضع الجزائر في ورطة وتناقض واضحين، بين الادعاء أنها ليست طرفا في النزاع حول الصحراء الغربية المغربية.. وبين انغماسها وتورطها وانخراطها منذ قرابة نصف قرن من الزمن فعليا ودبلوماسيا وعسكريا في هذا الملف المفتعل.
إن هذا السلوك كمثال على غرار مواقف وسلوكات عديدة، تبرز بما لا يدع مجالا للشك أن الجزائر طرف رئيسي وفاعل في هذا النزاع المفتعل منذ زمن ومنطق الحرب الباردة.. سلوك يشكل مظهرا فقط من العقيدة العسكرية للنظام الجزائري التي ترتكز في استمرار حكمها على قاعدة تخويف الشعب من عدو خارجي.. ووجدت ضالتها في المغرب لتلبسه هذا الدور: دور العدو الكلاسيكي..
تعبيرات الفشل
ولا يمكن فهم هذه السلوكيات المريضة (بالماروكوفوبيا) سوى بفشل سياسة العسكر منذ بن بلة وبومدين إلى جر الجزائريين أو غالبيتهم إلى مستنقع اعتبار المغرب والمغاربة أعداء.. وهذا إن دل هذا على شيء فإنما يدل على أن سياسة الخطابات الملكية المتكررة بمد الأيادي البيضاء وإعادة ربط العلاقات الجديدة على أسس الاحترام المتبادل قد نجحت وتأثر بها عقلاء الجزائر وأحرارها.
كما أن هذا الهبل والخبل يدل على ردود انفعالية بائسة في مواجهة غير متوازنة للدبلوماسية المغربية الناجحة التي حققت انتصارات كبيرة باعتراف دولي كبير.. ومن أطراف وازنة جدا مثل الولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا وإسرائيل وألمانيا، بمغربية الصحراء فضلا عن فتح عدد هائل من القنصليات الدولية بالصحراء المغربية.
إن ما تعيشه الجزائر النفطية والغازية من أزمات مالية واقتصادية واجتماعية بسبب السياسات اللا شعبية للعسكر الجزائري، جعلت من الجزائريين أكبر المهاجرين السريين لأوروبا هربا من الفقر والحكرة. كما جعلت من أصوات جزائرية ترتفع بشكل غير مسبوق حول جدوى وجود البوليساريو بالجزائر.. ودعمها بسخاء ضد المغرب، بينما تعيش الجزائر أزمات تهدد بانفجار الوضع في أية لحظة في مقابل تطور المغرب وازدهاره.
إن هذا الوضع الغير السليم، يزيد من جنون النظام الجزائري العسكري الذي لا يجد من تفسير لهذا الوضع المتأزم.. سوى بالرجوع للقاعدة الجوهرية البومديينية التي مفادها “التحام الشعب بالعسكر الحاكم عبر الإيحاء بوجود عدو خارجي.. وفي الحالة الجزائرية ، فالعدو الكلاسيكي هو المغرب.