تمغربيت:
رأينا، في الآونة الأخيرة، من بعض إخواننا في المشرق، أخطاء فادحة في المصطلحات الغرض منها التدليس ومحاولة الركوب على حضارة وتاريخ المغرب.. بقولهم 90% من الحقيقة.. لتمرير 10% من المغالطات أو دس المصطلحات الخبيثة لتسكن العقول، وتتكاثر وتنتشر كالفيروس بعدها.. على أساس أنها فريضة تاريخية لا تقبل النقاش.
في هذا السياق، تعيش المملكة المغربية الشريفة أوج إشعاعها الحضاري والثقافي.. خاصة بعد الإنجاز التاريخي للأسود بكأس العالم قطر 2022.. حيث أصبح اسم المغرب على كل لسان، وانفجرت مواقع التواصل الاجتماعي بذكره والبحث في تفاصيل تاريخه ووحاضره.
الفضول المشرق دفع للاهتمام بكل ما هو مغربي
كل هذا ولد عند الكثير الفضول لزيارة هذا البلد العظيم.. فأبواب المملكة مفتوحة للجميع.. لتأتينا بعض من النخبة المشرقيين.. تدعي أن لها إلمام بالتاريخ، لتقوم بتمرير مغالطات لا يمكن تفسيرها على أنها أخطاء بريئة. فلربما تفجرت الغيرة الدفينة بعد رؤية أزقة الرباط وسلا وفاس ومراكش وشفشاون والصويرة وطنجة وغيرها الكثير.. والتي تعتبر نسخة أصلية لها فروعها في قرطبة وغرناطة وإشبيلية مدينة الموحدين وغيرها من مدن الأندلس.
المعمار واللغة ودار الحكم.. يلهجون باسم المغرب
ولربما أنه فيروس المعمار المغربي الذي ينطق بمغربية الحضارة في الأندلس والتي بدأت من هنا.. فكل من سيزور المغرب وسيرى المعمار.. القصور العظيمة، والقصبات الجميلة، والرياضات الأنيقة، والماريستانات النادرة، والمدارس الجليلة، والأسوار الشاهقة.. التي تحيط بمدننا العتيقة بأبوابها المهيبة.. سيفهم حقيقة واحدة أننا إمبراطورية عريقة صنعنا حضارة في أرضنا ثم صدرناها للأندلس.. والتي كانت جزء من أرضنا حكمت من مراكش دار ملك أعظم سلالات المغرب الإسلامي ( المرابطين و الموحدين والسعديين) وفاس دار ملك المرينيين وكما سبقنا أن رأينا في رسالة واضحة المعنى أنهم كانوا يبايعون سلاطين بنو مرين ويحتمون بخليفة المسلمين يعقوب المنصور المريني ويستنجدوم به.. وقبلها بأمير المسلمين يوسف بن تاشفين، وبعدها بخليفة المسلمين يعقوب المنصور الموحدي.
كما كان للدارجة المغربية حضور في الأندلس وتشبع ملوك غرناطة بالحضارة المغربية والتي تجلت في اللباس والمعمار المستوحى من مدارس بنو مرين.. كما كان ملوك غرناطة يمتشقون السيف الزناتي ورسالة عبد الله الصغير الذي رفض الوقوف عند بلاط القشتاليين وعروض المشارقة وفضل أرض الأجداد المغرب.
لقد ترسخت الحضارة المغربية بالأندلس واحتفظ بها اللسان الإسباني، فالفارس باللغة الإسبانية يسمى الزناتي Jineta كما أن الأحصنة الأندلسية هي مزيج بين الخيل الزناتي الأمازيغي والخيل الإسباني الأصيل.. نشيدهم مغربي، وعملتهم كانت مغربية، وحافظت الذاكرة الإسبانية أن المغرب هو من صنع الحضارة في الأندلس وهذه حقيقة وليست مجاملة. أو ضرب من ضروب الهوس التاريخي.
[videopress m6laelOB]