تمغربيت:
المغرب والجزائر وال “بريكس”
كثر القيل والقال في الآونة الأخيرة عن “طلب المغرب” الانضمام لمجموعة “بريكس” الاقتصادية.. والتي تضم كلا من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا..
طلب مماثل سبق أن جعلت منه الجزائر موضوع الساعة.. والمُعَول عليه ليخرج الجزائر من أزمتها المالية والاقتصادية، في ظل انعدام توفرها بعد 61 سنة من “الاستقلال” على اقتصاد متنوع خارج اقتصاد الريع للمحروقات.. كما جعلت منه مادة دسمة للاستهلاك الداخلي من أجل مزيد من “التبرديع” لأصحاب الأصابع الزرقاء..
والحقيقة أن المناقشين لهذا الموضوع من المغاربة وغيرهم، لم يتحروا أولا، المصادر الرسمية المغربية.. والتي لم تتكلم عن هذا الموضوع لا قبل أشهر ولا بعد ظهور هذا الخبر ضمن تصريحات خارجية لجنوب إفريقيا.
القول الفصل للخارجية المغربية في الموضوع
مناسبة كلامنا اليوم عن هذا الموضوع، ما صدر رسميا عن مصدر مأذون من وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج.. والذي وضح من خلاله عددا من المسائل بشيء من التفصيل لإزالة أي مغالطة تهم الاستراتيجية المغربية.. خصوصا أن مصدر الخبر معروف بعداوته لوحدة المغرب الترابية واستغلاله لأي حدث أو مؤتمر أو اجتماع يُقام فوق أراضيها لضرب المصالح المغربية السياسية وغيرها..
فقد أكد المصدر الدبلوماسي المغربي لوسائل الإعلام، أن “الأمر لا يتعلق بمبادرة من “بريكس” أو الاتحاد الافريقي، وإنما بمبادرة صادرة عن جنوب افريقيا بصفة أحادية”.. مضيفا أن “الاجتماع ينظم على قاعدة مبادرة أحادية الجانب للحكومة الجنوب إفريقية”، مفيدا أن “التفاعل إيجابا مع الدعوة للمشاركة في اجتماع بريكس/إفريقيا، المرتقب في جنوب افريقيا أو المشاركة في هذا الاجتماع على أي مستوى كان.. لم يكن واردا أبدا بالنسبة للمملكة المغربية.”
المغرب ودبلوماسية المحاور
فالمملكة المغربية لها باع طويل في رسم استراتيجياتها القاضية بالتشارك مع تكتلات إقليمية أو دولية.. وتضرب ألف حساب لأي خطوة دبلوماسية أو اقتصادية مع أي جهة خارجية.. وهي لا تحتاج إلى من يتكلم باسمها. فالمغرب يقيم، علاقات ثنائية مهمة وواعدة مع الأعضاء الأربعة في مجموعة بريكس باستثناء جنوب إفريقيا.. بل تربطه بثلاثة منها اتفاقيات شراكة استراتيجية.
في نفس السياق، أكد الدبلوماسي المغربي أن المملكة لم تقدم أي طلب رسمي أو غير رسمي للانضمام إلى مجموعة “بريكس”.. بل أكثر من هذا، فال “بريكس” لا يتوفر لحدود الساعة على أي إطار عمل أو إجراءات محددة تنظم توسيع هذا التجمع”. (كذا أفاد المصدر الدبلوماسي المأذون).
وفي سياق الرد على التساؤلات حول الموضوع، تعي الخارجية المغربية جيدا أن “دبلوماسية جنوب إفريقيا منحت مرة أخرى، لنفسها الحق للحديث عن المغرب وعن علاقته بدول “بريكس” دون استشارة مسبقة، معتبرا أن الأمر يتعلق بـ “تصورات” لا تعكس الواقع بأي حال من الأحوال”.. وأن “جنوب إفريقيا أبدت، دائما، عدوانية مطلقة تجاه المملكة.. واتخذت بطريقة ممنهجة مواقف سلبية ودوغمائية بخصوص قضية الصحراء المغربية”.
كما يعرف المغرب جيدا، حسب نفس المصدر، بأن “العديد من الدول والكيانات دعيت بشكل تعسفي من قبل البلد المضيف دون أي أساس حقيقي، أو استشارة مسبقة مع البلدان الأعضاء الأخرى في مجموعة “بريكس”. وأنه “قد أصبح واضحا أن جنوب إفريقيا ستعمل على تحريف طبيعة هذا الحدث وهدفه من أجل خدمة أجندة غير معلنة”.. مشيرا إلى أن المغرب استبعد، منذ البداية، أي رد فعل إيجابي اتجاه الدعوة الجنوب إفريقية”.