تمغربيت:
بتاريخ 20 غشت 1953 (ذكرى ثورة الملك والشعب) اختارت السلطات الاستعمارية الفرنسية نفي سلطان المغرب ورمز وحدة الشعب المغربي.. والسيادة المغربية المتمثلة في إمارة المؤمنين التي تربط بينه وبين شعبه رابطة شرعية دينية وقانونية توسم ب”البيعة”.
في هذا التاريخ ستبدأ ملحمة ثورة عارمة بربوع المملكة وسمت بثورة الملك والشعب.. من أجل إرجاع ملك البلاد السلطان محمد الخامس.. الذي بويع على طريقة المغاربة منذ قرون وقرون.. رافضين أي ملك آخر ينصبه الاستعمار، فالبيعة تمنح بوعي ورضى من طرف علماء وفقهاء الأمة وممثلي الشعب ومؤسسات الدولة المغربية.. ولا تمنح لملك الفرانسيس المنصب من طرف الاستعمار..
المغاربة في عنقهم بيعة لا يعلم قيمتها الفرنسيس
فالمغاربة يرتبطون منذ مولاي إدريس الأكبر عام 172 هجرية أي أكثر من 12 قرنا ونيف، بالقمة أو القصر أو الملكية، الذي يمثل المشروعية، برباط شرعي.. لذلك طالبوا بملكهم الذي منحوه آخر بيعتهم والذي تعاقدوا معه لحفظ الدين والنفوس والأموال وتدبير شؤون البلاد.. على أمل أن يكون رجوعه رجوعا لكرامتهم وحريتهم واستقلال بلادهم فينصبوه حاكما عليهم رغم أنف المستعمر الفرنسي.
كانت هي إذا بداية نهاية مسار الانتداب الفرنسي بالمغرب.. فما هي إلا سنتين وقرابة 3 أشهر من النضال وبذل النفس والنفيس، حتى عاد محمد الخامس والأمير مولاي الحسن إلى أرض الوطن بتاريخ: 16 نونبر 1955.. فتربع السلطان من جديد على عرشه، وانتهى العمل باتفاقية أو معاهدة الحماية الفرنسية للمغرب.. لتبدأ ملاحم متتالية سوف يخوضها الملك والشعب معا..
العودة والاستقلال
بعد استقلالهم استرجع المغاربة بعد بسنتين فقط طرفاية بتاريخ 15 أبريل 1958.. ثم سيدي افني في 30 يونيو 1969.. فواصل المغاربة تحت قيادة الحكيم مولاي الحسن الثاني مسيرة التنمية من جهة وبناء السدود واسترجاع الساقية الحمراء في 28 فبراير 1976 بفضل المسيرة الخضراء العبقرية.. ثم وادي الذهب في 14 غشت 1979.
هذه أمثلة فقط، لتواريخ شكلت منعطفات في مسيرة الاستقلال والتنمية، نذكر بها كل سنة خاصة الشباب الصاعد الحامل لمشعل المستقبل.. لنذكر بما قاساه الآباء والأجداد من أجل أن ننعم بوطن مستقل ومستقر.. مجددين العهد مع أنفسنا ومغربنا وملكيتنا أننا على نفس الدرب سائرين، وعلى ثوابت الأمة محافظين..
نستدعي التاريخ لفهم حاضرنا واستشراف مستقبل مغربنا .. ولا نعود ونرجع إلى التاريخ للتغني والافتخار به ، وكأنه مجموعة قصص وروايات وأساطير.. كما يفعل “مهابيل الشووهااضاا”.
فيوم 20 غشت هو ذكرى نفي الأسرة الملكية كرمز سلطة المغاربة ووحدتهم.. هو ذكرى بداية نهاية الانتداب الفرنسي.. وهو بداية استقلال أجزاء من مغربنا.. واستكمالا لوحدة تراب مغربنا.. وهو عودة مستمرة من جهاد أصغر إلى جهاد أكبر منه..