تمغربيت:
كان المغرب حالة استثنائية فيما يخص تكالب القوى الاستعمارية عليه.. فقد خضعت طنجة المغربية لسلطة دولية.. وخضع شماله وجنوبه لاستعمار إسباني.. كما خضع وسطه لاحتلال وانتداب فرنسي..
لذلك كانت مسيرة الاستقلال شاقة وطويلة وعلى مراحل.. خصوصا أن المغاربة لم يلقوا دعما من أحد كما وقع مثلا للجزائر التي دعمها المغرب فجعل من مناطقه الشرقية جبهة خلفية ل “مجموعة وجدة” في حرب التحرير الجزائرية، كما دعمها عبد الناصر وتونس وروسيا ووو
14 غشت 1979.. يوم آخر لصلة الرحم
بتاريخ 14 غشت من كل سنة يخلد المغاربة وأسرة المقاومة وجيش التحرير الذكرى 44 لاسترجاع إقليم وادي الذهب، علما أن إقليم الساقية الحمراء تم استرجاعه سنة 1975.. فهذا الحدث وهذا التاريخ يشكلان منعطفا تاريخيا كبيرا ضمن سياقات استكمال ملاحم الوحدة الترابية للمملكة الشريفة.
ففي هذا اليوم، توجهت وفود “علماء ووجهاء وأعيان وشيوخ سائر قبائل وادي الذهب” إلى العاصمة الرباط.. لتجديد البيعة وتأكيدها لأمير المؤمنين وملك البلاد الحسن الثاني رحمه الله.. وهو تعبير عن تعلق هذه الساكنة بشتى قبائلها عن تعلقهم وولائهم وإخلاصهم للملك والملكية والعرش العلوي، كما كان الأجداد في الماضي والتاريخ.. وهو بمثابة استفتاء وتقرير مصير، اختارته هذه الفئة من الشعب المغربي، لمن يعشق ويتشبث بهذه المصطلحات وهذه التفاصيل..
تقرير مصير إقليم وادي الذهب
فهو إذا موقف يفند كل من يزعم أنه يمثل الشعب الصحراوي باسم مرتزقة ممولين ومدفوعين آنذاك من بومدين والقدافي وكوبا والمعسكر الشرقي.. لخلق بؤر نزاع ضمن ما كان يعرف بالحرب الباردة بين المعسكر الشرقي والمعسكر الغربي..
وقد تم بين يدي جلالته ذلك اليوم، إلقاء هذه الوفود “لنص البيعة” كما هو مألوف عبر تاريخ المملكة المغربية، بيعة شفوية ونصية كتابية.. لإعلان الولاء والارتباط بالوطن في المنشط والمكره.. من جهة الوفود الممثلة للأمة.. كما تمت مخاطبة أمير المؤمنين للوفود كما هو مألوف أيضا بقول الحسن الثاني: “إننا قد تلقينا منكم اليوم البيعة، وسوف نرعاها ونحتضنها كأثمن وأغلى وديعة. فمنذ اليوم، بيعتنا في أعناقكم ومنذ اليوم من واجباتنا الذود عن سلامتكم والحفاظ على أمنكم والسعي دوما إلى إسعادكم.. وإننا لنشكر الله سبحانه وتعالى أغلى شكر وأغزر حمد على أن أتم نعمته علينا فألحق الجنوب بالشمال ووصل الرحم وربط الأواصر”.
ملاحم التحرير واستكمال الوحدة الترابية تتواصل.. بعد استقلال الشمال والوسط وطنجة عام 1956م. ثم مدينة طرفاية في 15 أبريل 1958، ثم سيدي إفني في 30 يونيو 1969.. ثم الأقاليم الجنوبية عقب المسيرة الخضراء التي انطلقت في 6 نونبر 1975 بفضل عبقرية الحكيم الحسن الثاني ونضالات وبطولات أبناء هذه الربوع المجاهدة، وأخيرا وليس آخرا.. استرجاع إقليم وادي الذهب في مثل هذا اليوم: 14 غشت 1979.