تمغربيت:
يتابع العرب باهتمام كبير حرب التراشقات الإعلامية والتاريخية والسياسية بين المغاربة والجزائريين.. هذه المتابعة جعلتهم يستوعبون حقيقة النزاع ويعرفون أصحاب الحق ويفضحون أصحاب الباطل. ويكونون فكرة عن تاريخ التدافع المغربي الجزائري.
على المستوى الرسمي..
حسمت المسألة على المستوى الرسمي وظهر الفرق جلياً بين ملك مغربي جعل من سياسة “اليد الممدودة” سلوكا مغربيا.. ومن صلة الأرحام انتماء دينيا، ومن فتح الحدود حلما استراتيجيا.
وعلى الجانب الآخر، شاهد العرب والمسلمون والجن والإنس أقواما طبع الله على قلوبهم.. قوما فجروا في الخصومة وأخذتهم العزة بالإثم وتملكهم الكبر ومرض قلة العقل وهو ما أوردهم موارد التهلكة.. فتبين للعالم بأن النظام الجزائري هو كيان أبعد ما يكون عن أخلاق العرب وشتان بينه وبين فطرة الإسلام ولا علاقة له بخصال الجار.. ليبوء بالخزي والعار والشفار وهو على حافة الاندحار.
المعركة التاريخية..
على المستوى التاريخي، انبرى للرد على أكاذيب الجزائريين ثلة من المؤرخين المغاربة.. والذين امتشقوا سلاح الحقيقة وسيف الوثيقة، فكان الإفحام في الرد والإغلاظ في الجواب. وكانت الوثيقة والمراجع والخرائط والمخطوطات سلاح فتاك أفقد الجزائريين توازنهم في أيام.
ولم يقف المغاربة عند هذا الحد، بل فضحوا جوانب مظلمة من تاريخ الإيالة.. فضائح يعف اللسان عن ذكرها والأفواه عن نطقها، ولكنها الحرب التاريخية وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
وهنا لم يعد للإعلام العسكري شجاعة لتناول التاريخ، بل انبرى لستر سوءته مما طالها من كشف للمستور.. وفضح للأحداث والوقائع التي لم نسمع بها إلا عند أقوام أصابهم الله بغضبه وسخطه.
انتهت إذا المعركة التاريخية بهزيمة ساحقة للجزائريين.. فأنصف التاريخ أصحاب الحق وانتصف لذوي الحقوق، وفضح من كانوا إلى وقت قريب على هامش الأحداث فاقدين للهوية ومفتقدين للبوصلة وغير قادرين على الانطلاق في مسار بناء الدولة الجزائرية.. وهو البناء الذي لن يكتمل إلا بعودة الحقوق إلى أهلها والتربة إلى ذويها.. وما ذلك على الله بعزيز