تمغربيت:
موضوع اللاجئين والفارين والمنفيين ليس حديثا، بل عرفته الشعوب قديما أيضا.. خاصة في أوربا المتعصبة في تاريخها، والتي طردت العديد من المغضوب عليهم خصوصا اليهود .. وقع هذا في فرنسا وإسبانيا وبلجيكا وهولندا..
وغالبا ما كانوا المضطهدون يهاجرون أو يفرون إلى الدول الإسلامية وتحديدا إلى الإمبراطورية المغربية القريبة من أوربا.. فالمراجع التاريخية، لمؤرخين ومستكشفين ورحالة، تشهد أن المملكة الشريفة كانت قبلة للأجانب أو اللاجئين الأوربيين.. ذلك أن المملكة كانت أرض تسامح وتعايش وتلاقح الثقافات..أرض تعايشت فيها الطوائف والأديان والثقافات والأعراق المختلفة بشكل مبهر وسلس.. وهذا الشاهد في المغرب موجود إلى يومنا.
في هذا الباب، يقول المؤرخ المغربي عبد العزيز بنعبد الله (1) أن المغرب احتضن الأجانب “وعاشوا متمتعين بكامل الحرية لا يشعرون بأية نعرة ضد الأجنبي”.
كما قال أيضا: “وقد تمتع الأجنبي بكامل حقوقه وفتح المغربي أبوابه على مصاريعها فآوى في مختلف العصور لاجئين من أوربا طردتهم دول مسيحية كهولندا وبلجيكا وفرنسا وإسبانيا وخاصة منهم اليهود”.
(1):عبد العزيز بن عبد الله (1923 – 2012).. عضو أكاديمية المملكة .. من أعلام وموسوعات المغرب الحديث .. شغل كأستاذ بجامعة القرويين .. شغل كأستاذ بدار الحديث الحسنية .. كما شغل كأستاذ الحضارة والفن والفلسفة والعلوم الإسلامية بكلية الآداب بجامعة محمد الخامس