تمغربيت:
حيثياث استرجاع إقليم وادي الذهب
في 11 غشت 1979 قال الحكيم الحسن الثاني قولته المشهورة: “كبرها تصغار” فما القصة.. وما علاقتها بالداخلة واسترجاع وادي الذهب؟
قبل 1976م، كانت مدينة الداخلة (وإقليم وادي الذهب) تحت إدارة الاستعمار الإسباني.. وقبل غشت 1979 كانت خاضعة (حسب التقسيم الأممي) لموريتانيا.. إلا أن الموريتانيين انسحبوا منها (وبشكل تدريجي من وادي الذهب) حيث فشلوا في مواجهة انفصاليي البوليساريو المدججين يالسلاح الجزائري والليبي ودول المعسكر الاشتراكي.. فكانوا يصلون حتى إلى نواكشوط ..
موريتانيا كانت جمهورية فتية، وضعيفة ولا قبل لجيشها، وسط مساحة صحراوية شاسعة ومنبسطة، بعصابات وحرب عصابات تمتلك أفضل ما للميليشيات العسكرية من سلاح.. وأفرادها مدربون من طرف الجيش الجزائري والكوبي ومدعومة من جميع المعسكر الشرقي..
وابتداء من يوم: 11 غشت 1979م، دخل الجيش المغربي مدينة الداخلة ورفع الراية المغربية على مباني مؤسساتها.. فكانت البداية لبسط المغرب لسيادته على مجموع إقليم وادي الذهب لاسترجاعه بسرعة البرق.. حيث شطب المنطقة من أي تواجد جزائري وانفصالي..
وقال الحكيم الحسن الثاني آنذاك قولتة الشهيرة والمعبرة ( كبرها تصغار ) من أجل استرجاع الصحراء المغربية حتى الحدود الموريتانية..
شبه جزيرة الداخلة
أنشئت سنة 1884 من طرف الإسبان وكان يطلق عليها اسم “فيلا سيسنيروس”.. عرفت زيارة الملك الحسن الثاني بمناسبة عيد العرش وذلك في 4 مارس 1980م.
زارها أيضا الملك محمد السادس في أبريل 2014م. ثم في 2016 بمناسبة إشراف جلالته على إطلاق برنامجي تنمية جهتي الداخلة وادي الذهب وكلميم واد نون (2016-2021).. في إطار تفعيل النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، الذي تضمن عقود برامج لإنجاز ما يفوق 700 مشروع. وقد رُصد له غلاف مالي إجمالي أولي قدر بـ77 مليار درهم، قبل رفعه لاحقا إلى 85 مليار درهم (يفوق 9 مليارات دولار).
ويُعنى البرنامج بتطوير البنى التحتية والمرافق الضرورية، مثل مشروع الميناء الأطلسي بالداخلة، ومشروع تحلية المياه وإمدادها لري 5 آلاف هكتار شمال مدينة الداخلة، بالإضافة إلى محطات الطاقة الريحية الجديدة في عدد من المناطق الجنوبية.
وابتداء من سنة 2020، ستعرف المدينة فتح عدد من القنصليات، دعما وتأكيدا من الدول الصديقة لوحدة الأراضي المغربية.. منها على سبيل المثال لا الحصر: قنصلية دولة غامبيا وغينيا وجيبوتي .. وليبيريا.. وغينيا الإستوائية .. وغينيا بيساو.. وبوركينافاسو.. وهايتي .. والكونغو الديمقراطية.. والسينغال…
وفي سنة 2014 صنفت المدينة كأفضل مكان في العالم لرياضات الأمواج والرياح.
الداخلة مؤهلة لكي تصبح مركزا اقتصاديا مستقبليا، ومنصة تصديرية، ومركزا ماليا كبيرا على المستوى الإفريقي.. ستتوفر على مشاريع هيكلية كبرى مثل الميناء الأطلسي والطريق الوطنية، التي تمر عبر معبر الكركرات، بجانب خلق خط جديد عبر موريتانيا والسنغال، مما سيجعل الجهة تضطلع بدور مهم جدا في تعزيز التبادل التجاري ما بين الشمال والجنوب.