تمغربيت:
كنا قد أحلنا في مقالتين عن رسائل بين ملوك قشتالة وسلاطين المغرب.. كرسالة جواب أمير المسلمين يوسف بن تاشفين على ألفونسو السادس قبل ملحمة الزلاقة.. وكذلك لرسالة ألفونسو الثامن، وكيف مان رد خليفة المنصور الموحدي قبل موقعة الأرك الشهيرة.
وفي هذه المقالة سنفصل كيف كانت هيبة إسم دولة المغرب تصعق مسامع القشتاليين.. فبعد أن حاصر ملك قشتالة المعتمد بن عباد بمدينة إشبيلية لشهور، ولما كانت المدينة على مشارف السقوط راسله ألفونش السادس يهينه ويحذره فيها ويقول له: “لقد آذاني الذباب في بلادك، فإن شئت أن ترسل لي بمروحة أروح بها عن نفسي فافعل، أي أن جيش ابن عباد وشعبه وحصونه أهون من الذباب عند ألفونسو السادس”.
فرد عليه المعتمد بن عباد ببضع كلمات كانت كافية لبث الرعب في نفس ألفونسو السادس، حيث خاطبه قائلا : ” والله لئن لم ترجع لأروحن لك بمروحة من المرابطين”، وهذه الكلمات القليلة كانت كافية ليتسلل الخوف إلى جيوش قشتالة. ( كتاب الأندلس من الفتح إلى السقوط الجزء 9 الصفحة 2 )
وهنا يجب أن نقف وقفة إحترام وإجلال، لنعلم قيمة وهيبة خليفة المسلمين يوسف بن تاشفين، وإمبراطورية المرابطين بالمغرب.. وفخر منطقة سوس الأمازيغية مهد جماعة المرابطين، التي حكمت من بلاد السودان إلى إسبانيا والبرتغال، وأجزاء واسعة مما يسمى الآن بالجزائر. تلك الإمبراطورية العظيمة التي قضت على ملوك الطوائف ووحدت الأندلس تحت لواء خليفة وأمير المسلمين بدار ملكه بمراكش.