تمغربيت:
عرف العالم تأسيس وأفول عدة إمبراطوريات تحدث عنها المؤرخون وتناولتها الكتب والوثائق.. ولنا الفخر نحن كمغاربة، أن واحدة من هذه الإمبراطوريات كانت مغربية، فقد خرج رجل من أعلى جبال الأطلس الكبير يدعى المهدي بن تومرت، وهو ينحدر من قبائل المصامدة الأشاوس.. ليؤسس إمبراطورية عريقة.
إذا هو المهدي بن تومرت، مؤسس جماعة الموحدين، لتصبح فيما بعد إمبراطورية عظيمة لايشق لها غبار.. اسم لطالما أرعب الأعداء، وكتبت صفحاته بمداد من الفخر والإعتزاز، فقد كانوا حافظين لحكمة أسلافهم في الإستمرار ببناء إمبراطورية قوية ومتكاملة.. ولذلك إهتم الموحدين بالدين والفقه والفلسفة والفلك والطب فشيدوا واحدة من أفضل المارستانات عبر التاريخ بمدينة مراكش.
وهنا سنقف عند وثيقة لوصفة طبية، تعد من بين أقدم الوثائق في العالم الإسلامي، حيث تعود لسنة 1200م للطبيب المغربي موسى بن ميمون اليهودي الديانة والمزداد بمدينة قرطبة سنة 1135، والتي كانت جزء من الإمبراطورية المغربية آنذاك كما هو معروف.. لتنتقل عائلته للعيش بمدينة فاس حيث درس علوم الطب بجامعة القرويين العريقة، وليصبح بعدها الطبيب الشخصي للملك صلاح الدين الأيوب بمصر.
أول مستشفى تم تشييده بالمغرب
وهنا لا بأس من التذكير بأول مستشفى تم تشييده في الإمبراطورية.. وبالضبط في مدينة مراكش خلال القرن 12 الميلادي على عهد السلطان الموحدي يعقوب المنصور (1184-1199). ويعتبر من أقدم المستشفيات في المغرب؛ وأطلق عليه اسم “دار الفرج”، والمعروف “بيمارستان” مراكش. وكان الهدف من تشييده تعزيز المنظومة الصحية بالمغـرب.
يقع مستشفى “بيمارستان” مراكش (عاصمة الإمبراطورية الشريفة) بين مسجد الكتبية وجامع المنصور.. وهو مرفق صحي متكامل من حيث البنيات والمرافق، وكان يعمل به طاقم طبي وتمريضي وصيادلة وموظفون مسؤولون عن باقي الخدمات.
سنعود لأهمية التاريخ والأرشيف المغربيين، لسلط الضوء على صفحة أخرى مشرقة من صفحات تاريخ الإمبراطورية المغربية المجيد.. المغرب أولاً وغالب إلا الله.. ولا عزاء للحاقدين.