تمغربيت:
لا شك أن الحرب الروسية الأوكرانية تسببت في عدة أزمات دولية، على المستوى التجاري والطاقي والغذائي إلخ.. علما أن روسيا وأوكرانيا يعتبران معا من أكبر منتجي ومصدري الحبوب ومنتجات فلاحية أخرى.. وبالتالي كان لابد لهذا القطاع أن يتأثر سلبا جراء هذه الحرب الطاحنة بين البلدين..
وتجدر الإشارة، إلى أن أوكرانيا كانت تستورد حصتها اللازمة من الأسمدة بشكل أساسي من روسيا وبيلاروسيا.. إلا أن الأمر تغير 180 درجة.. مما استدعى بحث أوكرانيا على موردين جدد لتعويض هذا الخصاص.. فوقع اختيارها على كل من الأردن والمغرب.
وهو ما كشفت عنه المؤسسات الزراعية الأوكرانية، حيث نشرت خبر وصول سفن مغربية وأردنية محملة بأسمدة الفوسفاط والبوطاسيوم المستعملة في المجال الزراعي.. إلى موانئ بولندا ومن ثمَّ إلى الداخل الأوكراني..
في مثل هذه الظروف الخطيرة.. يعتبر التزام المغرب بتعهداته اتجاه شركائه سواء في السلم أو الحرب، وتعلق الأمر بروسيا أو أوكرانيا، دليلا على مصداقية المملكة المغربية في التزاماتها وتعهداتها مع شركائها.. الأمر الذي يُمَكن المغرب من ربط علاقات موثوق بها سعيا لتطويرها أكثر فأكثر.
وهنا لا بد لنا من وقفة.. فالمغرب الذي يحظى باحترام كل من روسيا وأوكرانيا في إطار استراتيجيته القاضية بتنويع الشراكات والعلاقات الدولية بكل سيادية واستقلالية، لا يشبه في شيء سياسة نظام الكابرانات هووك الذي يرتمي في أحضان فرنسا وروسيا والصين كلية.. بشكل يوحي بعدم تمتع هذا النظام بأي استقلالية ولا سيادة..
إن اختلال تصدير الحبوب ووو من روسيا وأوكرانيا، زاد من طلب دول العالم على الفوسفاط المغربي ومشتقاته.. وهو أمر إيجابي بالنسبة للمغرب عموما والمكتب الشريف للفوسفاط خصوصا الذي سيدعم تواجده على المستوى الدولي بشكل أكبر وأقوى.
كما أن تعامل المغرب والتزامه بكل تعهداته وفق اتفاقيات وشراكات بين كل من روسيا وأوكرانيا، في هذه الظروف العصيبة التي يشهدها الشعبان الروسي والأوكراني، تدل على صفاء المعدن المغربي والسلوك العالي والسامي الذي يتعامل به المغرب مع شعوب شركائه، بغض النظر عن منطق الربح والتجارة والبيزنس.