تمغربيت:
“إن إفريقيا اليوم تستحق شراكات تعاون منصفة، أكثر من حاجتها لعلاقات غير متوازنة، بدعم مشروط”.. مقولة للملك محمد السادس قالها على لسان رئيس الحكومة السيد أخنوش بالقمة الروسية المغربية مؤخرا.. وهي قاعدة يؤسس عليها المغرب توجهه إزاء كل الشراكات المماثلة مثل القمة الصينية الإفريقية واليابانية الإفريقية وغيرها.
فإفريقيا اليوم ليست هي إفريقيا الأمس.. والشباب المنقلب في أكثر من بلد إفريقي يعكس تذمر الأفارقة (نخبا وشعوبا) من هكذا وضع يوحي إلى استمرار الاستعمار وعدم الخروج حقيقة من حقبته إلى استقلال تام.. الشباب المتعلم والواعي من الجيل الجديد صار ينقلب على هذا الوضع الداخلي وعلى العراب الفرنسي.. الذي يدعم الفساد السياسي مقابل مساعدات مشروطة كما أشارت مقولة العاهل المغربي..
صدقات على شكل فتات
صدقات على شكل فُتاتٍ بالمقارنة مع ما تنهبه فرنسا من ثروات على طريقتها الاستعمارية الكلاسيكية.
فالعديد من البلدان الإفريقية تتوفر على ثروات معدنية هائلة، لكن القوى الإمبريالية مثل فرنسا تستغل وضعها الاستعماري القديم لاستغلالها مقابل توفير حماية سياسية وإعلامية وعسكرية لأنظمة محلية سياسية فاسدة وفاشلة..
إفريقيا أيضا، تتوفر على موارد بشرية هائلة أصبحت متعلمة أفضل من ذي قبل.. فقط تحتاج إلى التأهيل والتأطير والتوجيه الوجهة الحسنة وفق مخططات استراتيجية واضحة المعالم ..
إفريقيا أيضا، تتوفرعلى موارد طبيعية فلاحية وزراعية هائلة.. فإفريقيا تعتبر خزانا غذائيا يمكنها توفير الغذاء للعالم أجمع.. فقط تحتاج استثمارا في الأرض وتأهيلا لأراض خالية شاسعة تحتاج لمن يستصلحها بقلبها وحرثها ومدها بقنوات الري وتهيء السدود لها إلخ. لكي تنتج المطلوب منها..
فإفريقيا كما قال العاهل المغربي تحتاج إلى شراكات تروم تأهيل وتوجيه وتأطير الموارد الطبيعية والبشرية لكي تنهض نهضة شاملة على المستوى السياسي والاقتصادي والحقوقي والاجتماعي.. إفريقيا تحتاج إلى مخططات استراتيجية تلائم طبيعة المجتمعات الإفريقية عبر استثمارات وشراكات منصفة.. ولا تحتاج إلى أنظمة فاسدة وفاشلة ولا إلى فرنسا كحامية لهم..
فما حصل في السنين الأخيرة، من انقلاب على فرنسا في بوركينافاسو، مالي واليوم بالنيجر.. والحبل على الجرار.. مثلما يعكس تذمر إفريقيا من الاستعمار الفرنسي المستمر ببعض الدول إلى اليوم.. يعكس أيضا، حاجة إفريقيا إلى شراكات تعاون منصفة واستثمارات منتجة وعلاقات متوازنة (الند للند).