تمغربيت:
العلاقات الروسية الجزائرية بدأت قبل 60 سنة فقط
حينما زار فخامة رئيس جزائر 62 روسيا مؤخرا، ورجع بخفي حنين، دون توقيع أي اتقاق أو شراكة.. ودون تعهد القيصر الروسي بأي شيء حُيالَ “البريكس”، ودون اقتناء أي طائر إخماد للحرائق لأن محركاتها تصنع بأوكرانيا، إلخ إلخ
أثناء هذه الزيارة، التي ستبقى للتاريخ بالنسبة للجزائر التي لا تمتلك التاريخ، اعترف السي عبد المجيد “تِسلم الأسامي”.. بملئ فيه أن فضل استقلال الجزائر يرجع أساسا إلى روسيا، فلا ثورة تحرير ولا “شووهااضاا” بالملايين ولا والو..
“زين السمية” زاااد في (هبالو) فطلب من روسيا أيضا “حماية الجزائر” فأراد في القرن ال 21، إدخال الجزائر في الحيط، عفوا في عهد انتداب وحماية..
ويبقى الأهم.. أنه حدد زمن العلاقات بين الجزائر وروسيا في 60 سنة مضت..
وهذا الرقم له دلالة كبيرة، حري بالمؤرخ البيطري دومير والمؤرخ الإطفائي صالح أحمد بارودي ومن على شاكلتهم، أن يعوها ويستوعبوها جيدا. فجغرافيا الجزائر لم تكن شيئا مذكورا قبل 1962 لا كدولة ولا كأمة.. بل كانت مجرد جغرافيا يحكمها كل من وصل إليها.. ليتناوب عليها الرومان والوندال والإسبان والعرب الأمويين.. ثم الأمازيع المغاربة لأكثر من قرنين (مرابطين وموحدين ومرينيين وحكم جزئها الغربي كلا من السعديين وحتى العلويين).. تلاهم القراصنة الأتراك ل 316 سنة ثم الفرانسيس ل132..
فقبل 1962، لم تكن ما يعرف اليوم بالجزائر لها علاقة بروسيا لا من خلال علاقات تجارية ولا من خلال علاقات ديبلوماسية (عبر سفراء) ولا هم يحزنون..
العلاقات الروسية المغربية تعود للقرن 18
بعد هذا الحدث بأسابيع قليلة فقط، اجتمع ممثلوا دول إفريقية في روسيا ضمن القمة الروسية الإفريقية.. فكان لرئيس الحكومة المغربية السيد أخنوش أول كلمة في القمة كما أرادها القيصر “أبو تين” (الرسالة واضحة جدا نظن أنها وصلت إلى زبناء روسيا للخردة الروسية).. حيث قال جملة لم ينتبه لها الإعلام ولم تقف عندها الصحافة المغربية..
فالصحافة المغربية وقفت عند تذكير السيد أخنوش ببداية تطور العلاقات المغربية الروسية حاليا والتي بدأت مع زيارة الملك محمد السادس لروسيا ولقائه بفلاديمير بوتين عام 2016.. والتي ما فتئت تتطور في مجالات التجارة والمنتوجات الفلاحية والصيد البحري إلخ
لكن قبل هذا قال السيد أخنوش: “وتعود العلاقات المغربية الروسية إلى القرن 18م.. فدعونا نفصل شيئا مما عنته هذه الجملة باختصار شديد.. لنربط الماضي بالحاضر ونستدعي الماضي لفهم الحاضر واستشراف المستقبل (فيما يخص العلاقات الروسية المغربية).. فنحن المغاربة ماشي ولاد 62، كما قال صادقا هذه المرة فخامته زين الأسامي..
نعم ففي القرن 18.. أصدر السلطان محمد الثالث قرارا بالسماح للسفن الروسية التجارية لترسو في الموانىء المغربية.. في إطار توسيع العلاقات الدولية بين المغرب وأصدقائه، أو ما يطلق عليه حاليا في مجال العلاقات الدولية بدبلوماسية المحاور وتنويع الشركاء.
فكان رد (كاثرين الثانية)، امبراطورة روسيا سنة 1783م عير رسالة شكر رائعة الأسلوب والمشاعر.. وما يهمنا في مضمونها و فحواها اكثر، هو التقديم الذي قدمت به الإمبراطورة الروسية في التعريف بكلا الحاكمين وكلا المملكتين .. تقول :
” نحن كاثرين الثانية بفضل الله امبراطورة سائر روسيا وموسكو وكييف وملكة قازان وسيبيريا وملكة البوسكوف والدولة العظيمة وبلغاريا. إلى الملك العظيم سيدي محمد بن عبد الله بن اسماعيل ملك المغرب العظيم وشمال افريقيا ونهر السنغال وبلاد السودان”.
(قرا قرا يا جدّك أين كان يصل حكم المملكة الشريفة.. فإياك أن تكرر تراهاتك البئيسة من قبيل ليوطي الذي لم يكن جده قد وُلد أصلا.. ولا تجعل من نفسك أضحوكة وأنت تكرر إمارة فاس ومراكش وبلابلابلا)
فهل بعد هذا التعريف والتقديم والتبجيل والاعتراف الآتي من أقاصي بلاد الثلوج كلام ؟!
المملكة الشريفة آنذاك، وعلى لسان أعلى هرم القياصرة، كانت بحجم شمال افريقيا ونهر السنغال وبلاد السودان. ( للتوضيح السودان هنا هو غرب افريقيا حاليا)، وحاكمه يوصف بالملك العظيم سيدي محمد بن عبد الله بن اسماعيل ملك المغرب العظيم..