تمغربيت:
الجزائر للبيع.. شعار عاش مع الإيالة لقرون
“الجزائر للبيع”.. تلكم هي اللافتة التي حملها كل من حكموا جغرافيا الجزائر كليا أو جزئيا. تلكم هي اللعنة التي ضربت هذه الجغرافيا قديما وحديثا.. فلا صوت يعلو على صوت البيع ولا نداء يصدح فوق نداء الخيانة.
في جغرافيا حكمها كل من مر عليها، تكرست عقيدة الخيانة وبيع التراب بأبخس الأثمان حتى ترسخت “القابلية للاستعمار” بتعبير مالك بن نبي.. في أنظمة بلا شعب وشعوب بلا دولة، لتبقى هذه الجغرافيا في بحث عسير وطويل عن منظومة الدولة إلى الآن.
الميركاتو الاستعماري
في هذا السياق، كانت البداية مع دخول الإخوة بارباروس إلى الجزائر، بدعوة صريحة من سكان “شبه مدينة الجزائر”.. ثم جاء الدور على سكان الإيالة ليطلبوا من ملك فرنسا شارل التاسع أن يعين ملكا عليهم، قبل أن يكرس الأجير عبد القادر هذه البنية السلوكية عندما عرض على بريطانيا احتلال المدن الساحلية.. مقابل منحه “بعض الأراضي” في الإقليم الوهراني.
في نفس الطلب وفي نفس الرسالة عرض الأجير على الدولة العثمانية أن تعود لاحتلال المناطق الساحلية بعد إخراج المستعمر الفرنسي منها.. “يعني القضية فيها الميركاتو” وتغيير مستعمر بمستعمر.
زين السمية يُنفذ بنود الوصية
ثم هل علينا هلال زين الأسامي بطلب غريب وعجيب لا يصدر عن دولة تحترم نفسها.. فما بالك بدولة تدعي أن القوة الضاربة وزعيمة إفريقيا والعرب وحتى الإنس والجن. وهذه المرة توجه بالطلب إلى الزعيم الروسي فلادمير بوتين راجيا ومتوسلا وباكيا بعدم التخلي عن الجزائر.. وبأن إيالته مدينةٌ لروسيا بحريتها واستقلالها في محيط إقليمي متقلب وقلق.
هي إذا القابلية للاستعمار وأيضا القابلية للذل والتي تجعلنا نتساءل: متى يستيقظ الشعب الجزائري؟ ومتى يمتلك ناصية قراره السياسي بيده؟ ومتى يعلم بأن أصل الداء ومكمن البلاء يكمن في نظامه وليس في المروك أو الفرنسيس أو النغليز أو البرطقيز؟
“الجزائر للبيع” أرضا وشعبا ونفطا وغازا.. ذلك هو شعار نظام لا يطالب إلا بالكرسي ولا يهمه إلى الصفقات والسندات والأوراق الخضراء.. نظام لا نقول أنه فاسد وإنما هو أصل الفساد ومصدر الضلال ووكر الفجور والشذوذ والسفاهة.