تمغربيت:
نقول منذ البداية إن الكيان الصهيوني غاصب يحتل أرضا ليست له، هي الأرض الفلسطينية.. ونضيف أن رفض هذا الكيان واجب عربي تتحمل مسؤوليته كافة الحركات والأحزاب والنقابات، بمختلف مرجعياتها وأيديولوجياتها، قومية أو يسارية أو إسلامية.
وقد بقي المغاربة بمختلف حركاتهم، بل دولة وشعبا، أوفياء لاختيار المقاومة العربية منذ النكبة(1948) إلى اليوم.. والشواهد على ذلك كثيرة لا يتسع المجال لذكرها. وقد عانى الشعب المغربي في ذلك الأمَرّين، بين قضية قومية إسلامية يعتبر التفريط فيها إخلالا بالواجب العربي.. وبين نزاع مفتعل في قضيته الوطنية يؤجِّل ويعرقل أوراشه السياسية والاقتصادية الكبرى.. وكم تكبّد المغاربة عناء الصبر على مناورات بعض أشقائهم على حساب قضيتهم الوطنية الأولى (الصحراء المغربية)؛ إلا أنهم لم يفجُروا ولم يفكّوا ارتباطهم بعمقهم العربي الإسلامي، بل كانوا وما زالوا مبادرين للنصرة..
كيف يعقل أن تسبق واشنطن مجموعة من العرب إلى الاعتراف بمغربية الصحراء
إن المغاربة يتأسفون وهم ينبهون أشقاءهم العرب إلى سبْق و-م-أ في الاعتراف بمغربية الصحراء، فيما الحركات والأحزاب والنقابات العربية ما تزال تبتلع لسانها إلى اليوم.. تنتفض في وجه الإدارة المغربية إذا طبّعت علاقاتها مع “إسرائيل”، ولا ترضى استياءَ المغاربة من صمتها، بل قد يتحرك بعضها ضد مصالح المغرب وقضيته الأولى..
تطلب هذه الحركات من المغاربة الوضوح في قضية فلسطين، فمن يطالبها بالوضوح في قضية الصحراء المغربية؟! يذكّر “الإخوانُ” إسلاميينا بأن فلسطين قضية عقدية، فمن يذكرهم بأن ما يتعرض له المغرب في صحرائه بغي وظلم واعتداء يحرمه الدين؟! يحذر القوميون من خسارة قضية عربية استراتيجية هي قضية فلسطين، فمن يحذرهم من خطر يداهم الوطن العربي من مغربه إذا فرّطت الدولة المغربية في سيادتها على الصحراء؟! يفسر اليسار وجود الكيان الصهيوني بجذوره الرأسمالية الإمبريالية، فمن يفسر نزاع الصحراء المغربية بسياسة إمبريالية هدفها تفكيك المغرب وابتزازه بصحرائه؟!
المغرب مع العرب.. فمتى يكون العرب معنا؟؟
إننا مع العرب ومع أنفسنا في مختلف القضايا الوطنية والقومية؛ ومن حقنا أن نطالبهم بالوقوف إلى جانب المغرب في حقه التاريخي.. بل إلى جانب الأمة كلها لتحصين حدودها، علما أن وجود “البوليساريو” في المنطقة يخدم أجندات أجنبية ويهدد الوطن العربي ككل. الذين يفتحون أفواههم على المغرب اليوم، وجب عليهم أن يتساءلوا كم دعموا المغرب في قضيته، ومتى خصصوا حيزا من ترافعهم لهذه القضية؟!
عارٌ، وكل العار، أن يعترف النقيض قبل الشقيق.. ومن أراد الحساب فلكل قضية حساب، أما الإدانة فيجيدها كل أحد. للمغرب “نظارة” وحيدة هي قضية الصحراء، وعلى الذين يرتبكون ويقفون في المنطقة الرمادية أن يتحملوا المسؤولية!