تمغربيت:
تعتبر البيعة أساسا ثابتا من أسسنا الشرعية وقاعدة عظيمة لتمليك السلاطين والملوك في المغرب عبر العصور.. وذلك اقتداء بسنة أصحاب رسول الله ﷺ في سقيفة بني ساعدة حينما بايعوا الخليفة أبا بكر الصديق رضي الله عنه.
وتتميز البيعة في المغرب عن باقي الدول الإسلامية بكونها عقدا مكتوبا، ذلك أن المغرب هو الدولة الوحيدة في العالم الإسلامي التي لم تكتف بالبيعة الشفوية، فكانت البيعة دائما مدونة عبر التاريخ المغربي في جميع عصوره. وقد خلفت لنا هذه الممارسة الحضارية المغربية العريقة رصيدا وثائقيا هاما يعد من بين أهم مكونات تراثنا المكتوب.
بيعة مولاي الحسن الاول نموذجا..
فإذا حصرنا البحث على السلطان مولاي الحسن، على سبيل المثال لا الحصر، واطلعنا على الرصيد الخاص به والمحفوظ بمديرية الوثائق الملكية.. لنجد عددا وافرا من نصوص البيعات. فقد بويع هذا السلطان بمراكش مباشرة بعد وفاة والده بتاريخ 27 رجب 1290هـ موافق 20 شتنبر 1873م.. ثم بايعته مدينة فاس في شعبان من نفس السنة. وتلتها العديد من المدن الكبرى والقبائل لما عرف به من النباهة واكتسبه من مؤهلات القيادة والحكم، وذلك حين استخلفه والده على مراكش، وكلفه بقيادة حركات تادلا وسوس وحاحة.
وهكذا إلى جانب البيعات العامة، تعددت نصوص البيعات الخاصة بالسلطان مولاي الحسن، ونذكر منها:
بيعة قبيلة مزاب، بيعة أهل الجديدة والقبائل المجاورة لها، بيعة أهل تطوان، بيعة القطبيين من قبيلة زمور، بيعة أهل العرائش والقصر الكبير وأصيلا وبني كَرفط.. وأيضا بيعة قبيلة صنهاجة الوسط، بيعة هشتوكة والشياظمة، بيعة قبيلة مزوضة وفروكَة، بيعة قبائل الغرب بيعة قبائل بني مطير وكَروان ومجاط، بيعة أهل مكناس، بيعة أهل الرباط وسلا، بيعة أولاد مطاع، بيعة جيش المغافرة، بيعة قواد الجيش بيعة مراكش، بيعة فاس.. يتبع