تمغربيت:
سرقة تلو الأخرى تقترفها الجزائر في حق الموروث والتراث المغربي.. جاء الدور على الطربوش الفاسي، فالنظام العسكري يقود حملة شرسة من أجل شرقنة التراث المغربي، لكي تصبح الجزائر هي البوابة الأولى.. خاصة عندما تقول بأن الطربوش الفاسي تركي الأصل ودخل إلى المغرب عبر الجزائر.
وقد أشرنا في مقالة سابقة عن الطربوش الفاسي، وحسمنا أمره بمنطق الثقة في الوثيقة.. واخترنا لكم صورة تنطق “بتمغربيت” وتلخص عراقة التراث المغربي الأصيل، وأنها صورة متجانسة قلباً وقالباً، وتحمل تفاصيل دقيقة يجب أن نتمعن فيها.
نرى أمير المؤمنين الملك محمد السادس حفظه الله، مرتديا الجلابة المغربية والطربوش الفاسي، ووراءه لوحة فنية تعجز الكلمات عن وصفها.. وتعبر عن آخر ما وصل إليه العقل المغربي من إبداع وجمال وذوق وتناسق، من نقش دقيق وبديع على النحاس والجبص والخشب لا يتقنه إلا المغاربة.. وكتابات ذهبية بالخط المغربي تزين جنبات الحائط، مع الزليج المغربي الذي هو عبارة عن فسيفساء متقن بألوان تسر العين، وبجانبه حجر المرمر الأبيض الخالص.
صورة أعطتنا مدى انسجام التراث المغربي.. ولا ننسى البلغة التي لها قصة غاية في الروعة في تغيير لونها من الأسود إلى الأصفر.. وهو قرار من السلطان المولى إسماعيل رحمه الله بإنهاء الحداد على ضياع الأندلس، وجعل لونها أصفر عوض الأسود.
ونختتم بواقع الطربوش الفاسي في إيالة الجزائر أيام الاستعمار العثماني، أن الأتراك كانوا يأتون للحدود المغربية.. وعمل مقايضة بالطربوش الفاسي أو القفطان المغربي مقابل 3 أوجاق (عبيد) من السكان المحليين لإيالة الجزائر العثمانية.