تمغربيت : تراثنا فخرنا .. مع الحسن شلال
في سياق عالمي تتداخل فيه حماية الموارد الوراثية والمعارف والمهارات التقليدية وأشكال التعبير الثقافي مع أبعاد متعددة مثل التراث الثقافي .. تبرز أهمية الملكية الفكرية كآلية لحماية الأصول غير المادية. وتسعى العديد من الشعوب الأصلية والمجتمعات المحلية والحكومات إلى تأمين حماية الملكية الفكرية لمعارفها التراثية التقليدية وأشكال التعبير الثقافي التقليدي، التي قد تتراوح بين الفن والرموز والموسيقى والألبسة والحرف التقليدية إلخ إلخ ..
وفي هذا الإطار، يأتي تصنيف القفطان المغربي كنموذج حي يعكس التحديات والانتصارات في مجال صون التراث الثقافي اللامادي وحقوق الملكية الفكرية. كما يُتوقع موازاة مع ذلك، أن يشهد شهر ديسمبر المقبل تسجيل القفطان المغربي، بجميع أنواعه وأشكاله، حصريًا باسم المغرب في منظمة اليونسكو، وهو ما يُعد إنجازًا يعزز مكانة هذا اللباس التاريخي على الساحة العالمية.
باي باي للرواية الجزائرية
بعد تأكد المغاربة يوم 4 ديسمبر 2024 بشكل قاطع بأن القفطان المغربي سوف يسجل باليونيسكو في ديسمبر 2025 ؛ بعد قبول لجنة اليونيسكو يومها لجميع التحفظات التي أبداها الوفد المغربي ضد ملف الجزائر، الذي أدخل اسم وصور القفطان المغربي (قفطان النطع الفاسي) داخل ملفه الخاص “بالموروث الخاص بالقندورة والملحفة) ، الأمر الذي أثار استياءً وسخرية عربية وعالمية كبيرة من الجزائر كممثلة للصوصية والسرقة الموصوفة لتراث الغير..
وبعد تقديم المغرب قبل أشهر ملفه لطلب تسجيل القفطان المغربي بجميع أنواعه وأشكاله والحرف والمهارات التي تدور حوله وتطعيم الملف بصور وفيديوهات تبرز الحرفيين والورشات والأنواع المختلفة المرتبطة بالقفاطن المغربية ..
أصبح من باب تحصيل الحاصل أن بداية شهر ديسمبر المقبل، ستعلن منظمة اليونيسكو عن التسجيل الحصري والفريد للقفطان المغربي .. الأصيل .. والعريق .. والمتميز والفريد في العالم باسم المغرب .. والذي لا يشبه في شيء قفطان تركيا أو روسيا أو دول البلقان ..
بداية ديسمبر المقبل سوف تُقبَر السردية والرواية الجزائرية اليتيمة التي ظهرت مؤخرا (2018 وما بعد) .. السردية الكاذبة التي صدقها أصحابها، عبر تكرارها وإعادة سردها والتركيز على روايتها عبر المواقع الافتراضية وويكيبيديا ..
للأسف لن تسعفهم بعد هذا الموعد والتاريخ القادم، لا منصات اليوتيوب ولا موسوعة ويكيبيديا .. وسوف تصمت “فاطمة لعوددددجججج” –alias- شهرزاد المشهورة مغربيا وعربيا بـ”سرقزاد” .. (سوف تصمت إلى الأبد) .. وسف تبحث لها عن سرقات أخرى من ليبيا وتونس وألبانيا ووو.. أو لا سمح الله (سوف يْطّْرْطْقْ ليها شي عْرْقْ أو المْرّارة)
تسجيل القفطان المغربي في المنظمة العالمية للملكية الفكرية – WIPO-
أكثر من هذا .. وأقوى من هذا .. فقد تم إيذاع طلب المغرب عبر وزارة الثقافة المغربية لملف القفطان المغربي .. بتاريخ 18 ماي الماضي .. من أجل تسجيله في المنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو WIPO)
أقوى من الإيسيسكو وأقوى من اليونيسكو .. إنها منظمة “الويبو” .. ذلك أن المبدعين والمبتكرين في جميع أنحاء العالم، سواء كانوا أفرادا أو هيئات أو يمثلون دولا ومؤسسات، يستخدمون الملكية الفكرية لتحويل أفكارهم وإبداعاتهم وتراثهم إلى أصول (تمتلكها حصريا .. ولا أحد غيرها يمكنه إنساب المنتوج له، تحت طائلة التعرض لعقوبات ومحاكمات دولية أمام هيئات قضائية مختصة)
القفطان وتسجيله في منظمة الملكية الفكرية، يذكرنا بالزليج المغربي، الذي كان مسجلا في منظمة الملكية الفكرية، وبفضل هذ التسجيل تحرك المغرب ليقاضي شركة “أديداس adidas” التي أنتجت قمصان رياضية مستوحاة من الزليج المغربي لمنتخب “ثعالب الصحراء الجزائري”، الأمر الذي اعتذرت أمامه الشركة العالمية للمغرب ولوزارة الثقافة المغربية وللحرفيين المغاربة مع تعويض لهم، فضلا عن سحبها لذلك المنتوج ..
سيكون صعبا للغاية على لصوص التاريخ والتراث في بلاد هووووك، من تقديم القفطان المغربي في أي مهرجان (خصوصا خارج لانجيري الفرنسية) تحت طائلة عقوبات غليظة وفضيحة عالمية ..
هكذا تنتهي سردية “لانجيري” ورواية “سرقزاد” وشلة لصوص التراث، المفتقدين للهوية والتاريخ والتراث .. بفضل المجهودات التي تقوم بها وزارة الثقافة المغربية معية مغربيات وجمعيات مغربية مهتمة بالتراث المغربي، والتي لم تكتف بفضح محاولة الجزائر في ديسمبر 2024 لسرقة القفطان المغربي، ولم تكتف بتأمين القفطان بشتى أنواعه وأشكاله والمهارات والحرف المرتبطة به في اليونيسكو .. بل ذهبت لأبعد من ذلك بتسجيله في المنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو) .. هذه المنظمة التي ستحوِّل أحلام “فاطمة لعودج” بسرقة تراث الغير إلى كوابيس تلاحقها مع كل خرجة رقمية وافتراضية، وستجعل من أي محاولة لها تدعي فيها امتلاك تراث مغربي بالباطل كابوسا قضائيا وفضيحة دولية..