تمغربيت:
لابد أن الكثير من الجزائريين يجهلون تاريخ جغرافيتهم ومن تناوب على حكمها من الأقوام والأجناس.. بل وكلهم يجهلون أن من حكمهم في فترة الإستعمار التركي، لم يكن إلا الداي علي الغسال.. فمن هو؟
من هو غسال الموتى الذي حكم الإيالة؟
هو علي خوجة الملقب بالغسال الذي دخل تاريخ إيالة الجزائر العثمانية من أوسع أبوابها حيث قام بكسر الرقم القياسي كأطول فترة قضاها (يطلق عليها مرحلة الفوضى) كداي في إيالة الجزائر.. وقد حكم مابين 7 نونبر 1808 إلى 21 مارس 1809 أي 4 أشهر و14 يوم.. وهي المدة التي لم يسبق لأي داي أن تجاوزها في تلك الفترة.
لقد كان الدايات يقضون مدة ثلاث أشهر قبل القيام “بالميركاتو الصيفي أو الشتوي” لنقْل داي من إيالة طرابلس إلى إيالة الجزائر ثم من فريق الجزائر إلى تونس وهكذا أو أن ينتهي مصيره، في الغالب، بالإغتيال.. وكانت الدولة العثمانية تنهج هذه السياسة جراء عدم الإحساس بالسيادة والإستقرار.
علي الغسال على رأس القوم
وكغيرها من أغلب فترات الإستعمار التركي كانت إيالة الجزائر العثمانية تعرف فترة فوضى وتهميش.. وكانت القتل والتصفية هو مصير دايات إيالة الجزائر. حتى وصل الأمر في إحدى المرات إلى انتخاب نتخاب علي الغسال الذي أخد لقبه من مهنته “غسال الموتى”، قبل أن يغير إسمه لعلي خوجة ويصبح داي إيالة الجزائر.
وهذا مايجعلنا نفهم طبيعة وشخصية من يحكمون الإيالة حاليا، من رؤساء دولة وجيش “دايرين رجل فالدنيا ورجل فالآخرة”.. لأنهم يخشون ويرفضون التغيير، وبالتالي لا يتولى الحكم إلا من بلغ من الكبر عِتِيّا.