تمغربيت:
ولاية العهد.. استمرار سلس للحكم والعرش
في مثل هذا التاريخ : 9 يوليوز من عام 1957م، وبمناسبة عيد ميلاد ابنه الأمير مولاي الحسن ال 28، (ولد الراحل الحسن الثاني في 9 يوليوز 1929).. قام الراحل محمد الخامس بإلقاء خطاب للأمة يزف فيه خبر اختياره لابنه الأمير مولاي الحسن “وليا للعهد”.
إلا أن المسألة ليست عادية كما يتبادر للأذهان.. فمؤسسة ولاية العهد قبل هذا التاريخ لم تكن تحظى بكثير اهتمام.. ذلك أن الأمير المختار أو المرشح لهذه الولاية لم يكن دائما معروفا، ولم يكن الملوك مضطرين للإعلان عن ولي عهدهم ووارث عرشهم، كما لم يكن ولي العهد هو، بالضرورة، الابن والأمير البِكر أو الأكبر، كما هو الحال، بعد هذا التاريخ.
فهذا القرار وهذا التأريخ، يعد بمثابة قطيعة قام بها المغفور له بإذن ربِّه محمد الخامس مع تقاليد من طان قبله.
وجاء هذا القرار استجابة لمطالب قُدِّمت للحكومة آنذاك، من طرف العلماء والمجلس الوطني والأحزاب السياسية والنقابات والهيئات العلمية، لما رأوا في نضال الأميرمولاي الحسن إثر نفيه رفقة أبيه إلى مدغشقر.. وكذا اتسامه بالنجابة والاجتهاد لما راكمه في مسيرته العلمية التي جُمِع له فيها، بين الدراسة التقليدية العتيقة والحديثة أوالعصرية.. وكذا ما رأوه فيه من حسن القيادة والحكامة الجيدة، في تتبعه ومصاحبته لأبيه في جميع تحركاته وقراراته وزياراته لربوع المملكة إلخ.
ولاية العهد هذه تعد تنصيبا رسميا وشرعيا وقانونيا.. بمعنى: أن الأمير مولاي الحسن ابتداء من هذا التاريخ أصبح وليا للعهد ووارثا للعرش.. وقائما بأمر الملك ومضطلعا برئاسة الدولة من بعد الملك محمد الخامس.. وهي معاني ودلالات خاصة بهذا الحدث المهم في تاريخ المغرب وتاريخ مؤسسة القصر بالمملكة الشريفة، التي تعد أقدم مملكة “مستمرة” في العالم إلى يوم الناس هذا.
فرق كبييييير يا عمري ي ي ي
فانظر إلى ما آل إليه حكم عراق صدام وأبنائه.. وانظر إلى ما أصاب القدافي وأبنائه.. وانظر ماذا أصبحت عليه سوريا حافظ الأسد وابنه بشار.. كلهم وغيرهم الكثير، ممن أراد أن يقتبس من قبس الملكيات بجهل ودون دراية ولا علم.. فغَرق وغرقت معه البلاد والعباد..
فالفرق كبيييير كبير جدا بين الثرى والثريا.. فاحفظ الدرس واعتبر.