تمغربيت:
تطرقنا للزواج المختلط من عدة جوانب.. النماذج الناجحة منه وأسباب نجاحها، والنماذج الفاشلة والنهايات المأساوية لمثل هكذا مصاهرات..
دعونا نتطرق لزواج الفلسطينيين/يات بالإسرائيليين/يات.. ولنضرب لذلك مثالا واحدا رغم أن الظاهرة منتشرة كثيرا..
الظاهرة موجودة بين عرب الضفة وغزة بشكل أقل.. لكنها منتشرة أكثر بين عرب 48 طبعا واليهود الإسرائيليين.. ذلك أن قوانين ودستور ومؤسسات إسرائيل لا تميز بين العرب وغيرهم.. فالدولة تسمح لعرب 48 بإنشاء أحزاب وطنية أو ديمقراطية أو إسلامية، والكنيست الإسرائيلي يضم وجوها عربية من مختلف الاتجهات القومية والوطنية وحتى الإسلامية.
في هذا السياق، نجد أن إسرائيل هي من تبني المساجد وتتكفل بالأئمة وغيرهم.. والمواطن العربي من حقه أن ينضم إلى سلك الشرطة والوقاية المدنية والجيش.. وبإمكانه حتى داخل هذه الأسلاك الحاملة للسلاح أن يؤدي واجباته الدينية من صلاة وصوم ويمكن للفتيات بهاته الأسلاك ارتداء الحجاب.. إلخ
نموذج زواج الإعلامية العربية لوسي هريش بالممثل اليهودي الإسرائيلي تساحي هليفي عام 2018 واحدة من نماذج الزواج المختلط.. لكن هذه المرة بين زوجين ينتميان لجهتين متصارعتين منذ أكثر من 70 سنة.. من هنا تأتي غرابة الحدث.
لوسي هريش تنتمي لعائلة عربية مسلمة من والدين مسلمين.. وهي صحفية عربية إسرائيلية ( أي من عرب أو فلسطينيي 48).. مقدمة للنشرة الرئيسيَّة في القناة الإسرائيلية الدولية” i24إنجليزي”، والمديرة المسؤولة عن النشرات الإخبارية في القناة ذاتها باللغتين العربية والإنجليزية.
اشتهرت مؤخرا بحوارها مع صحفي فلسطيني من غزة على اعتبار أنها فلسطينية أيضا من داخل إسرائيل.. وخلال عمليات أو حرب “الجرف الصامد” الأخيرة على غزة.. حيث كان لها نقد حاد لحركة حماس التي اتهمتها بجعل المدنيين دروعا بشرية داعية الغزاويين للتمرد ضد حماس.
نماذج من هذا الزواج المختلط يتجاوز الصراعات والسياسة والإيديولوجيات.. ويتجاوز تنميط وتقييد حياة الناس وسط الصراعات والحروب.. ثم يتجاوز مقولات التطبيع وأوصاف التضبيع.. كما يتجاوز كل القيود اللغوية والدينية والعرقية ليس في زمن السلام فحسب بل وسط الصراع الدائم والتوتر القائم.