تمغربيت:
إن التراث بجميع أشكاله (مأكل، ملبس، عادات وتقاليد) المفروض أن يكون له انعكاس على الحياة اليومية للشعب وأن يُشكل جزءا من “شخصيته الأساسية” بتعبير رالف لينتون. وتبقى الممارسة والاحتكاك مع التراث هي المقدمة لتثمينه وتطويره وإعطائه تلك الأصالة التي تَنسبه إلى دولة أو شعب أو أمة.
هذه التوطئة كان لابد منها لهدم مسلسل الكذب والسطو الذي تقوده الجارة الشرقية في حق كل ما هو مغربي في محاولة لاستباق الزمن وبناء تاريخ وحضارة على حساب تاريخ وحضارة الإمبراطورية المغربية الشريفة.
ومن خلال الصور ومقاطع الفيديو المنتشرة في مواقع التواصل الاجتماعي نستطيع بناء تصور على نمط التفاعل الاجتماعي والثقافي داخل الدولة الحديثة العهد بالاستقلال، حيث يقطع تاريخها الحديث بغياب أي مظهر من مظاهر الحضارة والتراث، واستمرار مواطنو الجزائر في اجترار العادات الغربية في أفق بناء تاريخ وتراث جزائري وهو ما يستدعي المراكمة لقرون من أجل اكتساب تلك الشخصية الأساسية للمجتمع، بعيدا عن المحاولات اليائسة للسطو على حضارة الغير والذي جعل من النظام الجزائر أضحوكة الجميع.