تمغربيت:
إذا كان المغاربة يتابعون الانتخابات الفرنسية بعيون باردة وإن لم تكن بريئة.. فإن الجانب الجزائري يرى فيها محطة مصيرية.. بل ويرى في سقوط اليسار وحزب ماكرون نهاية للتواجد العسكري، خاصة وأن حزب مارين لوبين سيعمل على قطع شعرة معاوية مع النظام العسكري الجزائري.. ويعيد النظر في مجموعة من الاتفاقيات وخاصة اتفاقية 1968 والتي تمنح الجزائريين تعاملا تفضيليا.. وذلك مقارنة بباقي الجاليات المتواجدة فوق التراب الفرنسي.
ولعل خروج النظام العسكري الجزائري علانية لدعم ماكرون.. وتحريك عميد مسجد باريس والهيئات التي تؤطر جانبا من الجالية الجزائرية في فرنسا من أجل التصويت لحزب ماكرون.. سيجعل من هذه الجالية (العنيفة والغير منظمة) هدفا مركزيا في سياسة الحزب اليميني في حالة نجاحه في الحصول على الأغلبية المطلقة.. وذلك خلال جولة الإعادة التي ستجرى يوم الأحد المقبل.
وفي محاولة لإشعال الشارع الفرنسي، بعد الانتصار الساحق للجبهة الشعبية في الانتخابات الفرنسية.. قام بعض الجزائريين من أتباع اليسار الفرنسي وحزب ماكرون بأعمال شغب من خلال قطع الطرقات وإبرام النار في إطارات السيارات.. وأيضا كسر وتخريب الممتلكات.. وهو ما اعتبره البعض رسالة إلى أن العسكر الجزائري يهدد بحرق فرنسا في حالة صعود اليمين إلى السلطة في فرنسا.
ويذكر أن التجمع الوطني (اليمين الفرنسي المتطرف) حصل على أزيد من 34 بالمائة من أصوات الناخبين.. فيما حصل تحالف اليسار على أزيد من 28 بالمائة، واحتل حزب ماكرون الرتبة الثالثة ب 20 بالمائة من الأصوات.
ودعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى ضرورة تحالف جميع التيارات الفرنسية من أجل قطع الطريق على حزب مارين لوبين.. وإنقاذ الديمقراطية (حسب تعبيره) وكأن ماكرون يتنفس هواء ديمقراطيا نقيا.. وهو من يدعم أعتى الديكتاتوريات في سبيل مصالح استعمارية يُفترض أن الغرب قطع معها منذ عقود.