تمغربيت:
بقلم الأستاذ: نور الدين اليزيد
بعدما كثر القيل والقال حول عدم إعلان الحداد على وفاة والدة #العاهل_المغربي #الأميرة_للا_لطيفة.. رحمها الله وأحسن مثواها.. نود تذكير الناس بأن العرف في #القصر_الملكي، في غياب نصوص قانونية ودستورية، هو المخول بإعلان حالة الحداد. وتاريخيا لم يسبق أن أُعلن الحداد الرسمي عن وفاة أميرة من #القصر، ويكفي أن تكون ضمن هؤلاء والدة الملك الراحل #الحسن_الثاني.. طيب الله ثراه الأميرة للا عبلة التي توفيت يوم 1 مارس 1992، أي يومين قبل #عيد_العرش.. حيث بقيت الاحتفالات قائمة في 3 مارس وجرت الاستقبالات الملكية بشكل عادي بما في ذلك عزف الفرقة النحاسية وحفل الشاي على شرف المشاركين في الحفل الذي أقيم تلك السنة بالقصر الملكي بمراكش!
خطاب ملكي وفق البروتوكول
أكثر من ذلك فإن خطاب الملك الموجه إلى الأمة مباشرة بعد حفل الاستقبال ذاك.. والذي تناول فيه الجالس على العرش طيلة 25 دقيقة مسألة الديمقراطية بالمغرب والاستعداد لطرح دستور للاستفتاء.. وإلى الاتحاد المغاربي ونهاية مرحلة صراع القطبين بانهيار المعسكر الشيوعي، أنهاه الملك بالترحم على والده المغفور له #محمد_الخامس محرر البلاد.. ثم الترحم على شهداء التحرير والوحدة الوطنية، دون أن يأتي حتى على الترحم على الوالدة المرحومة لتوها قبل يومين فقط!
الحداد على رؤساء الدول الصديقة والشقيقة
لكن الملك الذي لم يعلن الحداد الرسمي على والدته هو الذي أعلن حدادا لثلاثة أيام على شقيقه الأمير #مولاي_عبدالله في 1983! وبالنسبة للملك #محمد_السادس الذي أُعلن مع توليه العرش في 1999 عن أطول فترة حداد يشهدها المغرب في تاريخه الحديث والتي وصلت إلى 40 يوما على إثر وفاة الملك الحسن الثاني.. فإنه لم يعلن الحداد الرسمي على عماته للا عائشة وللا أمينة وللا مليكة المتوفيات على التوالي في سنوات 2011 و2015 و2021، بينما أعلن الحداد ثلاثة أيام على وفاة رؤساء/ملوك دول تربطها بالمغرب علاقات استراتيجية قوية، كما هو الشأن بالنسبة لوفاة ملك السعودية عبدالله بن عبدالعزيز ورئيس الإمارات العربية خليفة بن زايد! في كلمة..
مفاتيح الأجوبة
الأجوبة عن الاستفهامات الكثيرة التي صاحبت وفاة والدة العاهل المغربي، نجد مفاتيحها في أن الملك في النظام المغربي/المخزن الضاربة جذوره في التاريخ، إضافة إلى أنه إنسان يفرح ويحزن بما أصابه، فإنه قبل ذلك وبعده هو أيضا مؤسسة صلبة وقوية يجب أن تكون صارمة في التشبث بمسار السيرورة وعدم التعطل مهما كان الخطب، حتى ولو مس شيئا عزيزا على الذات من قبيل فاجعة الموت؛ خلاصة الخلاصات، فإن مقولة “مات الملك عاش الملك”، قد تكون الجواب الشافي والكافي بأن جوهر نظامنا المغربي، الذي نفتخر ونعتز به، ومحورَه يقوم على المَلك/المؤسسة الذي يجب أن يستمر قويا ولا يتعطل رغم الأحزان عندما يُقدّرها الله!! #خليونا_ساكتين