تمغربيت:
مراسل تمغربيت من طانزانيا
يبدو أن من أطلق على القوم شرق الجدار لقب “بوصبع لزرق” كان على حق وعلى علم وبينة بنمط التفكير في جغرافيا الجزائر.. حيث ظل الأصبع جزء لا يتجزأ من بنية الحكم ومسلسل صناعة القرار السياسي الجزائري. وهكذا تحول التهديد بالأصبع إلى إنجاز سياسي ونجاح استراتيجي تتداوله المحطات التلفزيونية والأحذية الإعلامية للنظام العسكري الجزائري.
“دي ناس مختلفة”.. هي عبارة أطلقها أسطورة الكوميديا المصرية محمد نجم رحمه الله.. وتنطبق على هؤلاء القوم، والذين تناسوا أزمة المياه والحليب والسميد و “شهداء عيد الأضحى” ليركزوا على أصبع تبون.. هذا الأصبع الذي تحول إلى رمز من رموز التاريخ الجزائري “المجيد”، على شاكلة اللقلاق الشهيد والحجرة الشهيدة والشجرة الشهيدة.
في هذا السياق، شهدت اجتماعات قمة مجموعة السبع التي انعقدت في إيطاليا حدث عظيما سيكون له ما بعده في تاريخ العلاقات الدولية.. وهنا سجل الجزائريون بمداد من الفخر والاعتزاز إشارة الرئيس والزعيم تبون إلى رئيس دولة الإمارات محمد بن زايد “بالأصبع”، مهددا إياه بحرب لا تبقي ولا تذر.. في حالة استمرار الإمارات في معاكسة مصالح القوة الضاربة في المنطقة.
وحسب هرطقات الأحذية الإعلامية للعسكر الجزائري، فإن محمد بن زايد “ارتعب” من أصبع تبون.. وأقسم بأغلظ الأيمان على عدم التعرض لمصالح الجزائر ومراجعة موقف أبو ظبي من “الصحراء الغربية المغربية المحتلة”.. مع إمكانية الاعتراف بالجمهورية الصحراوية القيطونية أو على الأقل دعم خيار “الاستفتاء” كحل وحيد وواحد لا شريك له لإنهاء “الاحتلال المروكي” في الصحراء.
وبالعودة إلى كتب التاريخ، نجد بأن جد “بوصبع لزرق” سبق له وأن حكم الجزائر عندما كانت الإيالة خاضعة للحكم العثماني.. وها هو بوصبع آخر يحمل مشعل المقاطعة، ولكن هذه المرة تحت السيادة الفرنسية.