تمغربيت:
عندما يكون النظام فاشلا وعاجزا في نفس الوقت، فإنه يبحث له عن متنفس أو عدو وهمي يرمي عليه جميع الإخفاقات والانتكاسات.. وعندما يكون النظام فاقدا للسيادة وللشرعية فإنه يفتقد، بالضرورة، للاستراتيجية واضحة لمواجهة المشاكل المتوقعة.. وتوقع الأزمات المرتقبة، وعلى رأسها أزمة العطش التي تضرب الجزائر حاليا.
في هذا الصدد، تعيش الجزائر على وقع أزمة عطش يمكن اعتبارها وجودية، بل وتهدد وجود النظام واستمراره. وذلك في ظل غياب الحلول الناجعة لمواجهة هذه الأزمة التي أرخت بظلالها على باقي القطاعات الحيوية.. وتهدد بإبادة الشعب الجزائري خاصة في منطقة تيارت.
وإذا كان المغرب قد توقع أزمة المياه منذ عقود خلت.. وسطر استراتيجية على المدى البعيد لمواجهة هذه الظاهرة المرتبطة بالتحولات المناخية. فلجأ إلى استراتيجية السدود وتحلية مياه البحر وعقلنة وترشيد استهلاك المياه، فإن النظام شرق الجدار افتقد إلى أية استراتيجية لمواجهة الظاهرة.. ولجأ كعادته لرمي الجار المغربي وتحميله مسؤولية هذه الأزمة التي تعصف بالشعب الجزائري المغلوب على أمره.
وهنا لم يجد وزير الري الجزائري طه دربال ما يقوله خلال اجتماعات المنتدى الدولي العاشر للماء.. والتي انعقدت في أندونيسيا، إلا توجيه اتهامات غير مؤسسة للمغرب وتحميله مسؤولية أزمة المياه التي تعيشها الجارة الشرقية. وأوضح الوزير الجزائري بأنه سيعمل على إيصال الكثير من الانشغالات على مستوى المنتدى الدولي.. من بينها التصرفات غير المسؤولة لبعض جيران الجزائر التي أثرت على التوازن الإيكولوجي وأضرت بالكائنات الحية من نبات وحيوان.
وأضاف ممثل العسكر بأن الجزائر قررت رفع انشغالاتها إلى المنتظم الدولي.. خاصة تلك التي تعاني منها على الحدود الغربية “أين تقوم دولة من دول الجوار بالإضرار بالتوازن البيئي وحتى بالإنسان”.
هو إذا مرض الماروكوفوبيا الذي يعاني منه النظام شرق الجدار.. وهو المرض الذي لن ينتهي إلا برحيل هذا النظام الجاثم على صدور الجزائريين منذ 1962م.