تمغربيت:
شهادة تاريخية مهمة للدبلوماسي التونسي السابق أحمد القديدي.. والتي تناول من خلالها موضوع النزاع المفتعل حول الصحراء الغربية المغربية. وهي الشهادة التي تؤكد بأن هذا النزاع المفتعل لم يكن يوما ما قضية مبدأ تقرير المصير، أو قناعة لنظام سياسي معين.. وإنما هي قضية صنعها بومدين، بدعم من فرنسا، في إطار الصراع الوجودي مع الحسن الثاني لزعامة المغرب الكبير.
ويحكي الدبلوماسي التونسي النقاش مضمون ما دار بينه وبين الرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة.. عندما كان هذا الأخير بعيدا عن أضواء السياسة ويشتغل كمستشار في إحدى دول الخليج العربي. وهنا نجد السيد أحمد القديدي يصف البوليساريو ب “السوسة في التفاحة”.. ويطالب عبد العزيز بوتفليقة بضرورة حل هذه القضية في حالة عودته للعمل السياسي.
وأكد المتحدث التونسي بأن مشكلة البوليساريو عرقلت مسار الوحدة والتنمية في المغرب الكبير.. ومنعت أزيد من 200 مليون نسمة من تنفس هواء الشراكات والاتحاد المغربي في وقت نجد فيه العالم متكتلا ضمن تحالفات إقليمية قوية.
جواب بوتفليقة كان غريبا، حيث أخبر السيد أحمد القديدي، بحضور سفير عمان في الدوحة، بأن البوليساريو هي قضية هواري بومدين شخصيا.. وبأن الأمر لا علاقة له بالجزائر كدولة.
هو إذا إرث محمد ابراهيم بوخروبة الذي ورَّثه للعسكر الجزائري.. هذا الأخير جعل منه شماعة لتبرير العداء للمغرب خارجيا، ومواصلة استعباد الشعب الجزائري داخليا.. والذي اعتاد “القابلية للاستعمار” كما قال مالك بن نبي في كتابه المرجعي “شروط النهضة”.. وهو الكتاب الذي يلخص المشكل والحل في الجزائر والذي لا يمكن أن يكون، حسب ابن نبي، خارج إطار تطبيق الآية الكريمة “لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”. صدق الله العظيم