تمغربيت:
قد يستغرب المغاربة من هذا السؤال.. وقد يتفاجئ حتى الليلي نفسه من هكذا تساءل، بالنظر إلى عدائه الصريح والصارخ والحاقد على كل ما هو مغربي. وهو ما يجبرنا على تبرير مثل هكذا تساءل بخصوص الانفصالي راضي الليلي وأسباب طرح السؤال وحيثياته وظروفه.
في هذا الصدد، فإنه من نافلة القول التأكيد على أن العمالة لبس بالضرورة أن تكون خائنا.. بل يكفي أن تكون غبيا. وسواء تعلق الأمر بالعمالة أو الغباء، فإن ما قام به راضي الليلي يطرح العديد من علامات الاستفهام التي تحتاج إلى أجوبة.
ويمكن القول بأن ظاهرة الاختراق معمول بها من طرف جميع مخابرات العالم.. خاصة بين الأطراف التي تعيش حالة من التوتر والاحتراب، وهو ما ينطبق على الحالة المغربية الجزائرية. وهو ما يدفع الطرفين إلى البحث عن آليات الاختراق من أجل الوصول إلى المعلومة بجميع أنواعها ومن تم استغلالها سياسيا ودبلوماسيا وحتى عسكريا.
وإذا كانت مخيمات الذل والعار قد ظلت “مغلقة” لعقود.. ولا يسمح بزيارتها إلا في حدود جد ضيقة، ووصل الأمر إلى منع حتى بعثة المينورسو من القيام بنشاطها شرق الجدار الأمني.. فإن السيد راضي الليلي قد عرى سوءة المخيمات ومعها أساطير الطغمة العسكرية في الجزائر، وكشف لنا على حقيقة المأساة التي يعيشها المحتجزون داخل مخيمات تندوف.
الليلي كشف حالة التردي والفقر والتخلف داخل المخيمات.. حتى إن البعض شبه تلك المشاهد بمشاهد فيلم الرسالة الشهير. وهو ما أسقط أسطورة مخيمات العزة والكرامة.. وكشف على متاجرة العسكر الجزائري بمعاناة المحتجزين في إحدى أكثر بقع العالم تخلفا.
والأكيد أن الصور التي نقلها لنا الليلي سيتم استغلالها بشكل ذكي من طرف الدبلوماسية المغربية.. بالإضافة إلى أنها شكلت رسالة إلى بعض المغرر بهم والذين سيقارنون بين واقع الحال في الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية وبين جحيم المخيمات.. وبالتالي المقارنة بين دولة تعتبر الصحراء جزء لا يتجزأ من التراب المغربي وبين من يتاجر بمعاناة بعض المغرر بهم لمصلحة طغمة عسكرية تعتبر العداء للمغرب المبرر الوحيد لاستمرارها في السلطة.