تمغربيت:
صفحة جديدة ومشرقة من صفحات الإمبراطورية المغربية الشريفة.. تاريخ مجيد وعظيم كُتبت حروفه بمداد من الفخر والاعتزاز.. وتتمة لما بدأناه في مقالاتنا السابقة نتناول في هذه المقالة دور المغرب في نصرة قضايا الأمة الإسلامية وطرده للغزاة.. وكيف ضم إفريقية؟ وقضى كذلك على الدولة الزيرية بتونس؟
في هذا السياق سنتناول.. موضوع دفاع وطرد الإمبراطورية المغربية الشريفة.. للفرنج من سواحل إفريقية والقضاء على الزيريين بتونس.. حيث قاد الملك “روجر الأول كونت صقلية” والمعروف في المصادر التاريخية باسم “الكونت الكبير روجر” بين (1148 – 1154) حملاته نحو الجنوب وإلى تونس تحديداً.. واستطاع احتلال أجزاء واسعة منها.
وتتمة لما قلناه وما جاء في كتاب “المعجم في تلخيص أخبار المغرب” ص 123 نجد التالي “اخذ عبد المؤمن في الحركة إلى إفريقية فجمع جموعا عظيمة من المصامدة وغيرهم من جند المغرب وسار حتى نزل على مدينة تونس فافتتحها عنوة وفصل عنها إلى مهدية بني عبيد وفيها الروم أصحاب ابن الدوقة وفيها معهم يحيى بن حسن بن تميم بن المعز بن باديس بن المنصور بن بلكين بن زیری بن مناد الصنهاجي ملوك القيروان فنزل عبد المومن عليها فحاصرها اشد الحصار”.
وهكذا قام خليفة المسلمين عبد المؤمن الموحدي بفتح إفريقية بعدما طرد الصليبيين من عدة مدن تونسية.. بل ووصلت حملات سلطان المغرب إلى طرابلس بليبيا.. فقد أنهى التواجد الصليبي في إفريقية وأمن رجوعهم نحو صقلية بعد إبرام صلح وقرروا الانسحاب منها.. كما أنهى تواجد الدولة الزيرية الصنهاجية التونسية.. وضمها تحت مظلة الموحدين بالمغرب كما جاء في نفس الكتاب حيث يقول في ص 169 “وتم لعبد المومن رحمه الله مُلك افريقية كلها منتظما إلى مملكة المغرب فمَلك في حياته من طرابلس الغرب الى سوس الأقصى من بلاد المصامدة”.
التاريخ إذا شاهد على ملاحم وبطولات الإمبراطورية المغربية الشريفة وعلى دورها العظيم على الأمة الإسلامية.. ولتكون نهاية الزيريين على يد الموحدين ولكي لا ننسى أن الدولة الموحدية تعتبر من أكبر الإمبراطورية في العالم إن لم تكن الأقوى على الإطلاق.. ولا غالب إلا الله.