تمغربيت:
صفحة أخرى من صفحات الإمبراطورية المغربية الشريفة.. ولكي لا ننسى أعلامنا المجيدة وشخصياتنا المثيرة للإهتمام.. اليوم سنزيل غبار الإهمال والنسيان على امرأة مغربية عرفت بكثرة الصلوات والأذكار والصدقة.. أسرت قلب السلطان زيدان بن منصور السعدي.. فمن تكون زهراء الكوش؟
هي السيدة الفاضلة الزاهدة زهراء بنت الولي الصالح عبد الله ابن مسعود الكوش.. ولدت سنة 1527م بمراكش من أم فاسية وأب عرف بقوته وجهاده ضد المستعمر البرتغالي آنذاك.. نشأت في بيئة صوفية جزولية.. انعكست إيجابيا على شخصيتها فقد كانت تحب الخير وتنشر السلام ومتشبعة بقيم أبيها الوالي الصالح وزاويته.. وأخدت عنه أصول الشريعة الإسلامية والفقه.. وكانت تصنف في الأوساط الصوفية من بين أولياء الله الصالحين.
في هذا السياق بدأت زهراء الكوش بعقد اجتماعات مع نساء مراكش تحثهم فيها على أهمية الجهاد وسرعان ما ذاع صيتها ووصلت أخبارها إلى القصر السلطاني.. ووقع في حبها سلطان الإمبراطورية الشريفة.
رغب السلطان زيدان بن أحمد المنصور مصاهرة المجاهد والولي والفقيه سيدي عبد الله الكوش فطلب ابنته العالمة والمتصوفة زهراء الكوش.. لكنها رفضت وفضلت حياة الزهد على حياة القصور كما يحكى أيضاً في مصادر عديدة أنه بسبب هذه الواقعة “تعرضت لمحنة الاعتقال والسجن، إلى أن تدخل مجموعة من الفقهاء والأعيان لإطلاق سراحها” (1).
وبناء على مبدأ “الثقة فالوثيقة” والأمانة العلمية التي يتصف بها موقع “تمغربيت”.. فإن حديث العديد من المواقع المغربية للأسف عن اعتقال ونفي أبيها واتهامه بالتهرب من أداء الضريبة لا أساس لها من الصحة ولم يرد هكذا خبر في الكتب التاريخية.
فقد اكتسبت زهراء الكوش شهرة واسعة بعد رفضها الزواج بالسلطان زيدان بن أحمد المنصور ولقبت “بالعذراء” كما نسجت حولها العديد من القصص والخرافات.. ماتت زهراء الكوش رحمها الله سنة 1610م.. ولها ضريح شهير ناصع البياض وجميل في حومة الكتبيين..
وبهذا نكون قد تعرفنا على شخصية عظيمة من شخصيات الأمة المغربية المجيدة.. ولا غالب إلا الله
المراجع
(1) كتاب “الحسوة البيسانية في علم الأنساب الحسانية” ص90