تمغربيت:
صفحة جديدة ومشرقة من صفحات تاريخ الإمبراطورية المغربية الشريفة.. وهذه المرة إلى مراكش، اسم حفر في أمهات كتب التاريخ نظراً لتاريخها العظيم واسمها الجليل.. عرفت بالكثير من التسميات كمراكش الحمراء ومدينة النخيل ثم اسم مدينة سبعة رجال.. وتنتصب أعمدة بذات العدد بمدينة مراكش تكريماً لذكراهم.. فما قصة هذا الاسم؟ ومن يكونون هؤلاء الرجال؟
في هذا السياق فمراكش تمثل أحد أركان التاريخ المغربي.. فتربتها المباركة أنجبت أسماء العديد من كبار الأولياء والعارفين والصالحين والعلماء.. بما في ذلك السلاطين كضريح الأشراف السعديين رحمهم الله جميعاً، إلا أنها اشتهرت باسم سبعة رجال.
من هم سبعة رجال؟
تتمة لما قلناه فالإحالة على سبعة رجال تحمل في طياتها قصص مثيرة لشخصيات تميزت عن غيرها لكن تجمعهم قواسم مشتركة كالزهد وكثرة التعبد وسعيهم للخير ونشر العلم فنذكر منهم أشهر علماء المغرب الإسلامي.. القاضي عياض حيث يقال “لولا عياض لما ذكر المغرب” ولد سنة 1083م.. عاصر الفترة المرابطية واشتغل بالتدريس والقضاء حتى أصبح أحد أعظم رجالات مراكش..
ثم نذكر أيضاً أبو القاسم عبد الرحمن السهيلي.. ولد سنة 1114م بسهيل حيث اشتهر بمعرفته الواسعة في اللغة والتفسير وبرع كذلك في علم الكلام وصناعة الحديث.. ولربما الغريب في الموضوع أنه كان بصيراً.. فقد قدم إلى مراكش بدعوة من خليفة المسلمين يوسف بن عبد المؤمن ومات ثم أصبح ثاني رجالات مراكش المشهورين.
أما ثالث رجالاتها العظماء هو يوسف بن علي الصنهاجي ولد بمراكش إلا أن سنة ميلاده غير معروفة في المصادر التاريخية.. يحكى أنه كان مصاب بمرض “الجذام” فقد كان شكوراً وزاهداً.. وصبر على الابتلاء إلى أن توفى سنة 1196م..
ثم نمر إلى رابع شخصية وهو أشهر أولياء المدينة أبو عباس السبتي من مواليد مدينة سبتة المغربية سنة 1129م جاء لمراكش لطلب العلم.. ولما حاصر خليفة المسلمين يوسف بن عبد المؤمن الموحدي المدينة دخل وتعبد في خلوة طويلة بجبل جيليز المشرف.. ما أكسبته شهرة واسعة.
عظماء مراكش
أما عن خامس شخصية فهو أبو عبد الله محمد بن سليمان بن أبو بكر الجزولي.. ولد سنة 1404م بمنطقة سوس، من قبائل جزولة المعروفة والتي تقطن بمنطقة الساقية الحمراء بالصحراء الغربية المغربية.. وهو معروف بتجميعه لكتاب دلائل الخيرات وشوارق الأنوار في ذكر الصلاة على النبي المختار.. فقد كان من المتصوفين المتعبدين.. كما عرف بالنضال والجهاد.
ونذكر سادس شخصية وهو سيدي عبد العزيز التباع من مواليد مراكش الحمراء في أواسط القرن 19م، لقب “بالحرار” لأن أسرته كانت تشتغل في الحرير.. نعتوه بالأمي لانشغاله بهذه الحرفة الشريفة.. وتأخره في الذهاب لفاس من أجل العلم.. فقد كان من وارثي أسرار الطريقة الجزولية في التصوف كما عرف بإسهاماته في المجال التربوي الصوفي. ثم سابعاً نذكر عبدالله بن عجال الغزواني وهو أحد مؤسسي فرع الغزوانية للطريقة الجزولية.. له عدة زوايا بفاس ومراكش وبني فزكار.. وهو مؤلف كتاب النقطة.. له قصائد شعرية عديدة كما عرف بمراسلاته لعلماء المشرق والمغرب.
لتكون هذه قصة رجالات مراكش السبع الذين اشتهروا بالعلم والزهد والورع وكانت لهم بصمة خاصة في تاريخ الإمبراطورية المغربية الشريفة.. ذاع صيتهم ونالوا شرف تسمية مراكش بمدينة سبعة رجال.