تمغربيت:
كنا قد كشفنا في مقالات سابقة.. عن دور المغاربة المهم في فتح الأندلس، واستنتجنا بمنطق المعلومة.. أن جميع فصول وتفاصيل فتح أرض ما وراء البحار.. كان مغربي محظ وهذه حقيقة لا غبار عليها ولا تقبل القسمة أو التشكيك.. كما لا يمكن التشكيك في مغربية طارق بن زياد.
فقد قام القائد المغربي طارق بن زياد بفتحها.. برجال مغاربة وقبائل مغربية أمازيغية قوية، فقد كان مهندس الفتح والعسكري المحنك طريف بن مالك مغربي.. كما كان يوليان لغماري، والذي ينحدر من قبائل غمارة دور حاسم.. في كشف نقاط ضعف مملكة القوط.. للبطل المغربي طارق بن زياد النفزاوي، وهنا لابأس بإعطاء درس آخر “للمبردعين” عن أصل طارق بن زياد.
المصادر عن مغربية طارق بن زياد
سنبدأ بمصدر جزائري : “فقد اجتاز مضيق جبل طارق، جيش كثيف من المغاربة سنة 92 هـ / 710 م، يقدر عدده بسبعة آلاف مقاتل على أقل تقدير، لفتح الأندلس، بقيادة طارق ابن زياد المغربي” (1)
المصدر الثاني كذلك جزائري من كتبكم المدرسية ولربما درس فيها بيطري الحمير والبغال إن كان قد وصل للسنة الرابعة متوسط ابتدائي وأنا أشك في ذلك.. : “هو طارق بن زياد المغربي، فاتح الأندلس سنة 92 هـ، وأحد القادة المسلمين الكبار” (2)
وتتمة لما قلناه ومصدر آخر : “طارق بن زياد المغربي البربري” (3)
وأما بالنسبة للنفزة موطن طارق بن زياد : “أما عبد الرحمن فقد نجا بأعجوبة بعد أن هرب قاصدًا المغرب ليحتمي بأخواله هناك، فأمه كانت بربرية من قبيلة نفزة المغربية” (4)
لتكون هذه لمحة سريعة عن مغربية طارق بن زياد، وقد كانت قبيلة مغربية قوية بجانبه وهي قبيلة بنو رزين فقد كانوا رجالها من فاتحين الأندلس.. كما استوطنوا بالأندلس حيث استقرو أولاً بقرطبة حيث حل هناك جدهم الأعلى رزين.. ثم رحلوا إلى الشمال وأسسوا دولتهم وبنو مدينة سميت باسمهم بنو رزين “Albarracin” بالإسبانية، فقد كانت دولتهم مستقلة وغير تابعة لمركز السلطة بقرطبة.
لبنو رزين آثار كثيرة بقرطبة
وفي نفس السياق “عرف بنو رَزين هؤلاء أصحاب شنتمرية الشرق، باسم جدهم الأعلى رزين البرنسي، أحد أكابر رجال البربر الداخلين إلى الأندلس في جيش ابن زياد، وهو ينتمي إلى هوارة إحدى بطون قبيلة البرانس البربرية الكبرى، وكان منزل بني رزين بقرطبة، ولجدهم رزين بها آثار كثيرة، ثم نزحوا إلى الثغر، ونزلوا بأراضي السهلة، وهي التي تتوسطها شنتمرية، واستقروا هنالك سادة وحكاماً” (5)
إستمرت دولة بني رزين في الأندلس ل 90 سنة بعد أن قصدها أمير المسلمين يوسف بن تاشفين تحت لواءه. هذا وتعتبر مدينة بنو رزين في الأندلس من بين أجمل القرى في العالم وفيها سلاسل جبلية بإسمهم كذكلك “Sierra de AIbarracin” فهذا تاريخنا ومصدر فخرنا.. ولا غالب إلاّ الله.
(1) كتاب “العلاقات السياسية بين الدولة الأموية في الأندلس وبين دول المغرب” ص39 – 40.
(2) كتاب “المختار في القراءة والنصوص” ص 85
(3) كتاب “تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام” ج6 ص 393
(4) كتاب “أنا أندلسي” ص 114
(5) كتاب “دولة الإسلام في الأندلس” ج2 ص253